نام کتاب : الولاية الالهية الاسلامية او الحكومة الاسلامية نویسنده : المؤمن القمي، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 224
و بايعوه و إن لم يذكر لأهلها خصوصية سوى
أنّ بعض قريش الحجاز صالح لهذا.
6- و منها قوله عليه السّلام في خطبة خطبها في أمر البيعة لمّا تخلّف
عنها بعض الناس: ... أيّها الناس، إنّكم بايعتموني على ما بويع عليه من كان قبلي،
و إنّما الخيار للناس قبل أن يبايعوا، فإذا بايعوا فلا خيار لهم، و إنّ على الإمام
الاستقامة و على الرعية التسليم، و هذه بيعة عامّة من رغب عنها رغب عن دين الإسلام
و اتّبع غير سبيل أهله[1].
فهذا المقال المبارك أيضا قد حكم بأنّ الناس على الخيار في تعيين
وليّ الأمر قبل البيعة، و أمّا إذا بايعوا فلا خيار لهم، و حكم في ذيله بأنّ هذه
البيعة بما أنّها كانت عامّة فلا يجوز لأحد الرغبة عنها، فإنّ الرغبة عنها رغبة عن
دين الإسلام و اتباع لغير سبيل أهل الإسلام فإذا كانت البيعة العامّة بهذه المرتبة
من الأهمّية فلا محالة تكون كمال المؤثّر في تعيين وليّ أمر المسلمين، و البيعة
قوامها برأي أهل البيعة و انتخابهم رجلا خاصّا يجعلونه وليّ الأمر و إماما. فحاصل
مفاد هذا المقال: أنّ حصول الولاية مشروط و موقوف برأي أهل البيعة و لا تنعقد لأحد
بلا بيعة و رأي أهل البيعة.
فهذا المقال أيضا يدلّ على اعتبار رأي و بيعة أهل بيعة عامّة و إن لم
يذكر لهم خصوصية.
فحاصل هذه الكلمات: أنّ انعقاد الولاية و الإمامة العظمى لأحد موقوف
على انتخاب جمع قد خصّهم بأن يكونوا من المهاجرين و الأنصار في بعض هذه الكلمات و
صرّح بعض آخر بأنّ من كان من قريش الحجاز يصلح أن يكون عضو هذه الجماعة.
و على أيّ حال فهو خلاف ما استفدناه من تلك الآيات و الروايات
الكثيرة من أنّ ولاية النبيّ و الأئمّة المعصومين عليهم الصلاة و السلام فعلية من
اللّه تعالى لا تتوقّف على رأي و لا بيعة.