نام کتاب : الولاية الالهية الاسلامية او الحكومة الاسلامية نویسنده : المؤمن القمي، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 20
الاستدلال بها تامّة متوقّفة على أمرين،
أحدهما: أن يراد من الولاية المذكورة فيها ولاية إدارة أمر الأمّة و بلادهم و
مملكتهم. و الثاني: أن يكون المراد بالّذين آمنوا خصوص الأئمّة المعصومين عليهم
السّلام.
أمّا الأوّل فقد ذكر للولاية و لخصوص لفظ «الوليّ» معنى كون الشخص
قيّما بأمر أو على شخص مفوّضا إليه إدارة أمره، ففي المصباح المنير: «و الوليّ
فعيل بمعنى فاعل من وليه: اذا قام به، و منه «اللّه وليّ الّذين آمنوا» و الجمع
أولياء، قال ابن فارس:
و كلّ من ولي أمر احد فهو وليّه، و قد يطلق الوليّ أيضا على ... و
الناصر و حافظ النسب و الصديق». و في نهاية ابن الاثير: «في أسماء اللّه تعالى:
الوليّ هو الناصر، و قيل: المتولّي لأمور العالم و الخلائق القائم بها ... و كلّ
من ولي أمرا أو قام به فهو مولاه و وليّه». و في مفردات الراغب: «و الولاية:
النصرة، و الولاية: تولّي الأمر، و قيل: الولاية و الولاية نحو الدّلالة و
الدّلالة، و حقيقته تولّي الأمر». و في أقرب الموارد: «ولي الشيء و عليه ولاية و
ولاية: ملك أمره و قام به ... و ولي فلانا و ولي عليه: نصره و ولي فلانا ولاية:
أحبّه و ولي البلد: تسلّط عليه ... الوليّ- كغنيّ- ...:
المحبّ و الصديق، و الوليّ النصير».
هذه خلاصة من بعض كلمات اللغويين، و منها يعلم أنّ الولاية بمعنى
القيام بشيء أو بأمر أحد الّذي هو المساوق لتولّي الامور و تصدّيها، و هو المفيد
لما نحن فيه معنى شائع لهذه المادة، و الوليّ بمعنى المتولّي للأمور معنى شائع
لهذه اللفظة، و لا يبعد أن يكون هو المراد في قوله تعالى:
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ
وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ
إِلَى الظُّلُماتِ[1] و ذلك بقرينة أنّه أسند إلى الوليّ و الأولياء إخراج الّذين آمنوا
من الظلمات إلى النور و إخراج الّذين كفروا من النور إلى الظلمات، و هو إنّما
يناسب