نام کتاب : الولاية الالهية الاسلامية او الحكومة الاسلامية نویسنده : المؤمن القمي، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 141
1- منها ما رواه الكليني بإسناده الصحيح عن
إسحاق بن غالب الأسدي الثقة عن أبي عبد اللّه عليه السّلام- في خطبة يذكر فيها حال
الأئمّة عليهم السّلام و صفاتهم- أنّ اللّه عزّ و جلّ أوضح بأئمّة الهدى من أهل
بيت نبيّنا صلّى اللّه عليه و آله عن دينه، و أبلج بهم عن سبيل منهاجه، و فتح بهم
عن باطن ينابيع علمه، فمن عرف من أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله واجب حقّ إمامه
وجد طعم حلاوة إيمانه، و علم فضل طلاوة إسلامه، لأنّ اللّه تبارك و تعالى نصب
الإمام علما لخلقه، و جعله حجّة على أهل موادّه و عالمه[1]،
و ألبسه اللّه تاج الوقار، و غشّاه من نور الجبّار، يمدّ بسبب إلى السماء لا ينقطع
عنه موادّه، و لا ينال ما عند اللّه إلّا بجهة أسبابه، و لا يقبل اللّه أعمال
العباد إلّا بمعرفته، فهو عالم بما يرد عليه من ملتبسات الدجى و معميات السنن و
مشبّهات الفتن، فلم يزل اللّه تبارك و تعالى يختارهم لخلقه من ولد الحسين عليه
السّلام من عقب كلّ إمام يصطفيهم لذلك و يجتبيهم و يرضى بهم لخلقه و يرتضيهم،
كلّما مضى منهم إمام نصب لخلقه من عقبه إماما علما بيّنا و هاديا نيّرا و إماما
قيّما و حجّة عالما، أئمّة من اللّه يهدون بالحقّ و به يعدلون، حجج اللّه و دعاته
و رعاته على خلقه، يدين بهداهم العباد، و تستهلّ بنورهم البلاد، و ينمو ببركتهم
التلاد، جعلهم اللّه حياة للأنام، و مصابيح للظلام، و مفاتيح للكلام، و دعائم
للإسلام، جرت بذلك فيهم مقادير اللّه على محتومها.
فالإمام هو المنتجب المرتضى، و الهادي المنتجى، و القائم المرتجى،
اصطفاه اللّه بذلك، و اصطنعه على عينه في الذرّ حين ذرأه، و في البريّة حين برأه
ظلّا قبل خلق نسمة عن يمين عرشه، محبوّا بالحكمة في علم الغيب عنده، اختاره بعلمه
و انتجبه لطهره، بقيّة من آدم، و خيرة من ذرّية نوح، و مصطفى من آل إبراهيم، و
سلالة من إسماعيل على نبينا و آله و عليهم السلام، و صفوة من عترة محمّد صلّى
اللّه عليه و آله، لم يزل مرعيّا بعين اللّه، يحفظه و يكلأه بستره، مطرودا عنه
حبائل
[1]-عن الوافي: أي أهل زياداته
المتصلة و تكميلاته المتواترة.
نام کتاب : الولاية الالهية الاسلامية او الحكومة الاسلامية نویسنده : المؤمن القمي، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 141