و روى الصفّار في بصائر الدرجات بإسناده عن أبي بصير قال: قال أبو
عبد اللّه عليه السّلام: يا أبا محمّد كلّنا نجري في الطاعة و الأمر مجرى واحد، و
بعضنا أعلم من بعض[2].
فهذه الأخبار تدلّ على استوائهم عليهم السّلام في حكم الطاعة، فلا محالة
يكون جميعهم مفروض الطاعة. و سيأتي إن شاء اللّه تعالى ذكر أخبار كثيرة تدلّ على
أنّ جميعهم عليهم السّلام في جميع المناصب و المزايا الإلهية سواء، فارتقب حتّى
حين.
الطائفة الثالثة من الروايات [و هي ما تدلّ على أنّهم أئمّة عدل من
اللّه، و هي 8 أخبار]
هي الأخبار الّتي تدلّ على أنّ الأئمّة إمامان إمام عادل من اللّه و
إمام هو من أئمّة الضلالة، و كيفيّة دلالة هذه الطائفة هي أنّها قد قابلت بين
القسمين من الأئمّة و حكمت بفسق و ضلال طائفة و بعدل و اهتداء الطائفة الاخرى، و
حيث إنّ المعلوم أنّ أئمّة الضلال المتصدّين لأمر الناس كانوا يتصدّون إدارة أمر
الامّة و يرون الامّة رعاياهم و كان ضلّالهم بأنّهم ادّعوا هذا الّذي لم يجعل
اللّه لهم فيفهم من علمهم أنّ أئمّة الحقّ أيضا في مقام تصدّي امور الناس، و قد
جعل اللّه هذا الحقّ لهم فيتصدونه و يعملون بما يحكم اللّه به و يعلّمهم اللّه
سبحانه.
1- فمن أخبار هذه الطائفة صحيحة جابر عن أبي جعفر الباقر عليه
السّلام قال:
قال عليه السّلام: لمّا نزلت هذه الآية:
يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ
قال المسلمون: يا رسول اللّه أ لست إمام الناس كلّهم أجمعين؟ قال: فقال رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله: أنا رسول اللّه إلى الناس أجمعين، و لكن سيكون من بعدي
أئمّة على الناس من اللّه من أهل بيتي