نام کتاب : الموجز فى تاريخ فلسطين السياسى نویسنده : شوفاني، الياس جلد : 1 صفحه : 510
مدن فلسطين الأخرى، من أهمها ما وقع في
يافا، في الأحياء المجاورة لتل أبيب، حيث دمرت بيوت. و قد شلّ الإضراب جميع مرافق
الحياة، و شكل نقطة انعطاف في الصراع نحو المقاومة المسلحة لقرار التقسيم.
و في هذه الأجواء المشحونة بالتوتر، عقدت اللجنة السياسية لجامعة
الدول العربية دورة اجتماعات في القاهرة في الفترة 8- 17 كانون الأول/ ديسمبر 1947
م، حضرها رؤساء الحكومات، للبحث بما يجب عمله. و في نهاية الدورة، أصدر مجلس
الجامعة بيانا استنكر التقسيم و أكد العزم على مقاومته. و بعد عرض للقرار و
مثالبه، ورد في البيان أن
حكومات دول الجامعة العربية تقف صفا واحدا في جانب شعوبها في نضالها
لتدفع الظلم عن إخوانهم العرب و تمكنهم من الدفاع عن أنفسهم و تحقيق استقلال
فلسطين و وحدتها. و قد قرر رؤساء و ممثلو هذه الحكومات ... أن التقسيم باطل من
أساسه و قرروا كذلك عملا بإرادة شعوبهم أن يتخذوا من التدابير الحاسمة ما هو كفيل
بإحباط مشروع التقسيم الظالم و نصرة حق العرب فإنهم قد وطدوا العزم على خوض
المعركة التي حملوا عليها و على السير بها حتى نهايتها الظافرة ...»[1]
ج) الحسم العسكري
في المؤتمر الصهيوني الثاني و العشرين (18 كانون الأول/ ديسمبر 1946
م)، قال بن- غوريون، الذي تولى مسؤولية دائرة الأمن في الوكالة اليهودية، إضافة
إلى منصبه كرئيس لها، و ذلك في جلسة مغلقة للجنة السياسية، ما يلي: «إن المشكلة
الرئيسية هي مشكلة الأمن ... و إلى فترة قريبة ماضية كانت المسألة هي فقط كيف نحمي
أنفسنا من عرب أرض- إسرائيل الذين لم تكن لديهم، مثلنا، أجهزة رسمية، و كانوا من
فترة إلى أخرى يهاجمون تجمعات سكانية يهودية ... لكننا نقف الآن في مواجهة وضع
مختلف تماما. إن أرض- إسرائيل محاطة بدول عربية مستقلة ... دول يحق لها أن تشتري
السلاح و تصنعه، و أن تنشىء الجيوش و تدربها ... إن هجمات عرب أرض- إسرائيل لا
تشكل خطرا على الاستيطان اليهودي، لكن هناك خطر يتمثل في أن ترسل الدول العربية
المجاورة جيوشها لمهاجمة الاستيطان و إبادته ...
و لا يجوز لنا الانتظار حتى يصبح الخطر جاثما. علينا أن نبدأ
بالإعداد فورا، بأقصى ما لدينا من قدرة تقنية و مالية ... إن مشكلة الأمن تحتل
مكان الصدارة، لأن وجودنا
[1]« القضية الفلسطينية و الخطر الصهيوني»، مصدر
سبق ذكره، ص 251.
نام کتاب : الموجز فى تاريخ فلسطين السياسى نویسنده : شوفاني، الياس جلد : 1 صفحه : 510