responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الموجز فى تاريخ فلسطين السياسى نویسنده : شوفاني، الياس    جلد : 1  صفحه : 363

تزال خارج الدعوة الصهيونية، و تيارات قوية بينهم تعارضها بشدة، و لأسباب متعددة- فكرية و دينية و سياسية و اجتماعية. و أغلبية يهود أوروبا الشرقية، حيث الشعور بوطأة المسألة اليهودية، كانت تفضل الهجرة إلى الولايات المتحدة، و ليس إلى فلسطين.

في المقابل كانت المقاومة العربية للمشروع الصهيوني في تصاعد، و الاستيطان اليهودي في تراجع، و هو ليس في موقع يتيح له التصدي لهذه المقاومة. و لمجمل هذه الأسباب، أرادت انقيادة الصهيونية من حكومة بريطانيا وضع فلسطين تحت انتدابها، لتشكل بذلك حاضنة للمشروع الصهيوني، و لترعى بناءه و تهيئته للتحول إلى دولة يهودية عندما تتهيّأ الظروف الذاتية و الموضوعية لذلك.

و في مؤتمر السلام، الذي انعقد في باريس في 1 كانون الثاني/ يناير 1919 م لتسوية القضايا الناجمة عن نهاية الحرب، و بناء على نتائجها، و الذي حضره الأمير فيصل بن الحسين، نيابة عن والده، كان الوفد العربي في موقع الدفاع بشأن مصير «الدولة العربية» الموعودة، بينما كانت الحركة الصهيونية في موقع الهجوم بشأن فلسطين. و مرة أخرى تكرّر المشهد- الهمّ العربي الاستقلال، و الصهيوني فلسطين.

و بينما كان الوفد العربي، برئاسة فيصل، و احتضان بريطانيا، يصارع للمشاركة في المؤتمر، على أرضية عهود مكماهون للشريف حسين، و بالتالي دخول العرب الحرب إلى جانب الحلفاء، الأمر الذي عارضته فرنسا في البداية، ثم تراجعت، كانت الوفود الصهيونية المتعددة تسعى لتكريس وعد بلفور في وثائق المؤتمر، و ضمان تنفيذه عبر الانتداب البريطاني على فلسطين. أمّا في فلسطين، فقد قامت إدارة عسكرية بريطانية بقيادة الجنرال كلايتون وسعت منذ البداية لتهدئة ردة الفعل العربية على وعد بلفور خاصة، و على تراجع الحلفاء عن تعهداتهم للعرب بالاستقلال عامة. في المقابل، سارع قادة العمل الصهيوني إلى إيجاد أمر واقع في فلسطين، يضمن تجسيد وعد بلفور، فاصطدم النشاط الصهيوني المحموم للإسراع في إعلان فلسطين وطنا قوميا يهوديا، بالسياسة المتروية التي انتهجتها الإدارة العسكرية.

لقد ظل اتفاق سايكس- بيكو طيّ الكتمان إلى أن كشفت النقاب عنه حكومة روسيا السوفياتية (تشرين الثاني/ نوفمبر 1917 م)، و مع ذلك، نفت الدولتان- بريطانيا و فرنسا- وجود مثل هذا الاتفاق للحؤول دون انقلاب العرب عليهما، و الانحياز إلى التحالف مع تركيا و ألمانيا في الحرب. و ذهب مهندسا الاتفاق، سايكس الإنكليزي، و بيكو الفرنسي، إلى الحجاز لطمأنة الشريف حسين، و كذبا عليه بنفيهما وجود مثل هذا الاتفاق. و لكن الأحداث اللاحقة كشفت أن بريطانيا رأت في الاتفاق مناورة مرحلية تتطلبها أوضاع الحرب، و لم تكن قط تقصد تنفيذه بصيغته. و جاء صدور وعد

نام کتاب : الموجز فى تاريخ فلسطين السياسى نویسنده : شوفاني، الياس    جلد : 1  صفحه : 363
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست