responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الموجز فى تاريخ فلسطين السياسى نویسنده : شوفاني، الياس    جلد : 1  صفحه : 324

إلّا إن التدابير العملية التي اتخذتها الإدارات المحلية، و أحيانا بإيحاء من المركز، لم تثبت فعاليتها في إيقاف تلك الهجرة.

و فضلا عن عامل التدخل الأجنبي في إستنبول و موسكو و بوخارست، في تنشيط الهجرة اليهودية مجددا إلى فلسطين (1890- 1891 م)، تضافرت عوامل أخرى لدفع هذه الظاهرة. فبفضل الإجراءات التي اتخذتها إدارة البارون روتشيلد في تحويل بعض المستعمرات إلى زراعة كروم العنب و تأسيس معصرتين للنبيذ- واحدة في ريشون لتسيون، و الثانية في زخرون يعقوف- و تحقيق إنتاج أفضل و أسعار أعلى، انتعش قطاع من المستوطنين، و أصبح عامل جذب للمزيد منهم. و قد تواكب ذلك مع تصعيد الحكومة الروسية لإجراءات القمع ضد اليهود، وصولا إلى طردهم من موسكو، من جهة، و السماح لهم بالهجرة، من جهة أخرى. و قام مكتبا أوديسا و يافا بدور كبير في تسريع الهجرة و تسهيل إجراءاتها. و نشط مكتب يافا، بقيادة زئيف طيومكن، في إعداد المشاريع الإنتاجية- شراء الأراضي و زراعة الأشجار المثمرة و انتاج النبيذ ... إلخ- فازدهر الاستيطان، و بالتالي الهجرة. و لكن ذلك لم يدم طويلا، إذ عادت السلطات العثمانية لوضع القيود على النشاط الصهيوني، لكن الموظفين المحليين الفاسدين لم يكونوا حازمين في تنفيذ الأوامر و القوانين، فبقيت الهجرة مستمرة بأساليب ملتوية و غير شرعية.

و نتيجة فساد الموظفين العثمانيين، و تعاون حفنة من الزعماء المحليين- رؤساء عائلات و شيوخ قبائل و متمولين- ازدهرت السمسرة بالأراضي، و بيعت مساحات منها للحركة الصهيونية. فعقدت صفقات سرّية كبيرة لشراء أراض في مرج ابن عامر و سهل عكا، لكنها عطلت قبل إنجازها، و ذهبت هدرا المبالغ الي دفعت رشوة. و مع ذلك، حققت هذه النشاطات نجاحات معينة، كما حدث مع السمسار الصهيوني يهوشوع خانكين، الذي اشترى أراضي رحوفوت و الخضيرة، بأساليب ملتوية. غير أن الفشل ظل السمة العامة لكل المشروع الصهيوني. و لما باءت بالفشل جميع محاولات إدارة البارون روتشيلد لتحويل المستعمرات الصهيونية الزراعية إلى ظاهرة قابلة للحياة بقواها الذاتية، عهد بإدارتها إلى الشركة الكولونيالية «بيكا». و كان البارون اليهودي الألماني هيرش، قد أسس هذه الشركة (1891 م) لتعمل أصلا في الأرجنتين، لكنها أسست لها فرعا في فلسطين أيضا. و كانت هذه الشركة استثمارية صرفة، تحاكي في نمط عملها الشركات الأوروبية الأخرى.

و بإدارة شركة بيكا، تحول المستوطنون إلى أصحاب مزارع، يعتمدون في تشغيلها على العمال العرب المأجورين، و يكسبون من استغلال طاقة عمل السكان‌

نام کتاب : الموجز فى تاريخ فلسطين السياسى نویسنده : شوفاني، الياس    جلد : 1  صفحه : 324
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست