responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الموجز فى تاريخ فلسطين السياسى نویسنده : شوفاني، الياس    جلد : 1  صفحه : 29

إلى درجة كبيرة، أطلق عليها الاسم الصّدفي- النطوفية، امتدت من النيل إلى الفرات. و تظهر تلك الحضارة فوارق محلية، بنسب متفاوتة، أو تفاوتا في مستويات التقدم و الرقي، و هو طبيعة الأشياء نتيجة حياة الاستقرار، التي لا بدّ من أن تنطوي على درجة من الخصوصية، من دون أن يغيّر ذلك كثيرا في الأساس، إذ تلتقي الجماعات البشرية في السمات العامة لنمط حياتها و حضارتها المادية في هذه المنطقة، خلال هذا العصر.

ثالثا: العصر الحجري الحديث (النيوليت)

يمثل هذا العصر المرحلة الأخيرة من عصور ما قبل التاريخ الحجرية، أي ما قبل الكتابة، و لهذا انطوى على ممهدات الانتقال إلى العصور التاريخية، بكل ما يعنيه ذلك من أهمية لحضارة الإنسان على الأرض. و يعتبره البعض أهم العصور على الإطلاق، قبل التاريخ و بعده. و ليس ذلك إلّا لأنه شهد ثورة اقتصادية و اجتماعية كبيرة، تصعب المبالغة في تقدير أهميتها، فهي- إن جاز التعبير- ثورة الإنسان على الطبيعة، و تحقيق انتصارات مهمة عليها، في حين أن معظم الثورات اللاحقة كانت- إلى حد كبير- ثورة الإنسان على الإنسان لتحقيق هيمنة الجزء على الكلّ.

لقد ارتفع في هذا العصر القصير نسبيا، مستوى التقدم الإنساني الحضاري و المادي و الروحي إلى ذرى جديدة. فالإنجازات التي حققها إنسان هذا العصر، مستندا طبعا إلى تراث أسلافه، وفرت له المزيد من السيطرة على بيئته. و تحت وطأة مستلزمات المعيشة المتزايدة باطّراد، و ذلك نتيجة نضوب الموارد بالتدريج، من جهة، و تزايد العدد السكاني، مع التطلع إلى توفير أوضاع أفضل لنمط حياة الناس، من جهة أخرى، انطلقت، بفعل النشاط الذهني للإنسان، سلسلة من التطورات، اتخذت شكل طفرات، هي التي اصطلح على تسميتها ثورة النيوليت. و هذه الثورة هي التي وضعت الأساس المادي و الفكري المباشر للانعطاف الجذري و الأهم في تاريخ البشرية، و الذي يتلخص بالانتقال من الاعتماد الطفيلي على الطبيعة، إلى الإنتاج المستغل لخيراتها، عبر الجهد و العمل.

و الإنجازات الحضارية التي حققها إنسان النيوليت، و خصوصا في الشرق الأدنى، جعلته أقلّ عرضة للهلاك بسبب تقلبات المناخ، أو شحّ موارد الغذاء. و يعود ذلك- أساسا- إلى ابتكار الزراعة بفرعيها النباتي و الحيواني، فقد قامت هذه الزراعة- عدا الأحوال المناخية و الجهود البشرية- على العناصر الستة: القمح و الشعير و الماعز

نام کتاب : الموجز فى تاريخ فلسطين السياسى نویسنده : شوفاني، الياس    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست