responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الموجز فى تاريخ فلسطين السياسى نویسنده : شوفاني، الياس    جلد : 1  صفحه : 264

و تنظيمه. فاشتبك الجيشان، في إثر خلاف مفتعل على الحدود، في معركة نصيبين (1839 م)، و هزم الجيش العثماني، و توغل إبراهيم باشا في آسيا الصغرى، إذ أصبح الطريق أمامه مفتوحا إلى إستنبول. و زيادة على ذلك، قام أحمد باشا، قائد الأسطول الذي أرسل لقصف الإسكندرية بتسليم نفسه و سفنه إلى محمد علي. و بدت السلطنة على وشك الانهيار، فتحركت بريطانيا، و عقدت مؤتمر لندن (1840 م) بمشاركة روسيا و النمسا و بروسيا، و بغياب فرنسا التي أيدت محمد علي في البداية ثم انكفأت.

و وجه المؤتمرون إنذارا إلى محمد علي بضرورة الانسحاب من بلاد الشام و العودة إلى حدود مصر، مع التهديد باستعمال القوة لإجباره على ذلك إن رفض.

و في الواقع، رفض محمد علي الرضوخ للتهديد. و في هذه الأثناء نفضت حكومة فرنسا يدها من الموضوع، و سحبت أسطولها من البحر الأبيض المتوسط، و بقي محمد علي وحده في مواجهة تحالف مؤتمر لندن و السلطنة العثمانية. و في أيلول/ سبتمبر 1840 م هاجمت أساطيل بريطانيا و النمسا مدن الساحل السوري، و أنزلت فيها قوات، احتلت بيروت و صور و صيدا، و أجلي الأمير بشير الشهابي إلى مالطا. ثم احتلت هذه الأساطيل يافا، و حاصرت عكا و احتلتها في تشرين الثاني/ نوفمبر 1840 م، و منها توجهت إلى الإسكندرية، فقصفتها و حاصرتها. في المقابل، كان الجيش العثماني يتقدم في إثر جيش إبراهيم باشا المنسحب، في أوضاع صعبة، بسبب مهاجمة الزعماء المحليين لمؤخرته، و إنزال الخسائر الكبيرة به. و احتل العثمانيون الجليل و صفد و الناصرة و طبرية، و أخيرا القدس. و اضطر محمد علي إلى الرضوخ، فانتهى الحكم المصري في بلاد الشام، التي دخلت حقبة جديدة.

تنظيمات إبراهيم باشا

كانت فترة الحكم المصري قصيرة (تسعة أعوام)، إذ لم يفلح محمد علي في ترسيخ الإصلاحات التي سعى لنقلها من مصر إلى بلاد الشام. فبعد اعتراف السلطان العثماني به واليا (باشا) مستقلا في مصر، و صاحب حق في توريث حكمه لسلالته من بعده، عمل محمد علي بنشاط كبير على تحديث دولته و عصرنتها. أمّا ابنه إبراهيم فقد طوّر الفكرة إلى جعل هذه الدولة عربية، تضم الأراضي جميعها التي ينطق سكانها باللغة العربية. و في الواقع، فإن محمد علي، و ابنه إبراهيم تحديدا، رفعا شأن اللغة العربية في جهاز الدولة. و إبراهيم بالذات رأى فيها عنصر توحيد للمناطق التي أراد فصلها عن السلطنة العثمانية، و إقامة الدولة العربية فيها. لكن بريطانيا، التي أقلقتها حملة نابليون و أزعجتها نوايا محمد علي، تصدرت دول أوروبا في العمل على‌

نام کتاب : الموجز فى تاريخ فلسطين السياسى نویسنده : شوفاني، الياس    جلد : 1  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست