responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الموجز فى تاريخ فلسطين السياسى نویسنده : شوفاني، الياس    جلد : 1  صفحه : 258

تشكلت على خلفية حملة نابليون إلى الشرق، بأهدافها و منطلقاتها. و إذ كانت بداية موجة جديدة من التوسع الأوروبي الإمبريالي في الشرق الأوسط، فقد شكّلت بطبيعة الحال، بداية ردة فعل «نهضوية» في المنطقة إزاء أوروبا و أطماعها فيها. و تعتبر فترة حكم محمد علي باشا في مصر محطة رئيسية في هذا المسار.

رابعا: حملة محمد علي‌

شهدت فلسطين خلال القرن التاسع عشر تطورات مهمة أدّت دورا أساسيا في تقرير مصيرها في القرن العشرين. فبعد انسحاب نابليون مباشرة، عادت البلاد إلى حكم الجزار و خلفائه في عكا. لكن سرعان ما بدأ محمد علي (1805- 1849 م)، باشا مصر، بعد انسحاب الجيش الفرنسي منها، يتدخل في شؤونها، فعادت مرة أخرى لتصبح بؤرة اهتمام في المسألة الشرقية. و بعد مؤتمر لندن (1840 م)، الذي فرض على محمد علي الانسحاب من بلاد الشام، و إعادتها إلى السلطان العثماني، زاد تدخل الدول الكبرى في شؤون البلاد، عبر ممارسات قناصلها على أساس الامتيازات التي حصلت عليها من الباب العالي. و بعد حفر قناة السويس، و عودة شرق البحر الأبيض المتوسط لاحتلال موقع مركزي في طريق المواصلات الدولية، ازدادت أهمية فلسطين الاستراتيجية. و في هذا الوقت بالذات، و مع تنامي الحركة القومية العربية، شهدت فلسطين بداية الاستيطان اليهودي الصهيوني (1882 م).

فبعد انسحاب نابليون، عاد الجزار و فرض سلطته على البلاد. و زاد في عسفه و بطشه، فأرهق كاهل السكان بالضرائب لتعويض خسائره في الحرب، و فرض عليهم أعمال السخرة لإعادة بناء ما تهدم من تحصيناته، الأمر الذي ألحق بهم أشدّ الضرر.

لكنه ما لبث أن مات (1804 م)، و خلفه مملوكه سليمان باشا (1804- 1819 م)، الذي لقب «العادل»، بالنسبة إلى الجزار، إذ كفّ عن الجور الذي مارسه سلفه.

و تزامن حكم سليمان في ولاية صيدا، التي كانت عكا قصبتها، مع حكم مصلحين كبيرين: محمد علي، في مصر؛ و محمود الثاني (1808- 1839 م)، في إستنبول.

فحاول سليمان محاكاتهما في ولايته، و نعمت البلاد بفترة من الهدوء النسبي و الازدهار و الإعمار. في المقابل، زاد في هذه الفترة تهديد «الوهابيين» لبلاد الشام، من مركزهم في الجزيرة العربية (نجد)، الأمر الذي دفع واليي صيدا و دمشق إلى تجاوز خلافاتهما إزاء الخطر الداهم عليهما معا. و بانهماكهما في صدّ هذا الخطر، أفسح المجال أمام عدد من الملتزمين، من أبناء العائلات و العشائر الفلسطينية، للتمرد على الواليين، فنشبت في أنحاء فلسطين انتفاضات متعددة.

نام کتاب : الموجز فى تاريخ فلسطين السياسى نویسنده : شوفاني، الياس    جلد : 1  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست