responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الموجز فى تاريخ فلسطين السياسى نویسنده : شوفاني، الياس    جلد : 1  صفحه : 130

و استنزافه من جهة أخرى. و قبل هيرودوس المهمة، و دفع ثمنا غاليا، لكنه أثبت قدرته في النهاية، كما ظل بعيدا عن الانخراط المباشر في الصراع بين أكتافيوس و أنطونيوس.

و في الحرب مع الأنباط، هزم هيرودوس في معركة قنات (الحوران). و تواكبت الهزيمة مع هزة أرضية ضربت فلسطين و أحدثت خرابا كبيرا. فاضطر هيرودوس إلى طلب الصلح من مالكوس (مالك)، ملك الأنباط الذي رفض فاستمرت الحرب، و كسبها هيرودوس في النهاية. و عندما رأى هيرودوس أن الكفة تميل لمصلحة أكتافيوس، سارع إلى تقديم المساعدة إلى ديديوس، والي سورية من قبل أكتافيوس في قتاله مع عصابات المجالدين التابعين لأنطونيوس. و بعد حسم الصراع، توجه هيرودوس إلى ملاقاة أكتافيوس في رودس، و وضع نفسه في خدمته. و رضي عنه الإمبراطور، و ثبّته في ملكه، بل زاده أرضا و نفوذا. لكن هيرودوس، الذي كان يشك في نوايا أكتافيوس إزاءه، عمد قبل سفره لمقابلة الإمبراطور إلى قتل هوركانوس العجوز، الكاهن الأكبر و حليف أنتيباتر سابقا.

و مع أنه وصل إلى مقر أكتافيوس و هو يحمل أوراقا قوية: النصر على الأنباط و تقديم المساعدة إلى ديديوس و النجاح في ضبط أوضاع يهودا في أثناء الصراع بين أكتافيوس و أنطونيوس، فقد ظل يخشى بقايا الحشمونيين الذين يتمتعون بتأييد شعبي.

و على الرغم من أن أكتافيوس اعتمده ملكا، و أعاد له الأراضي التي سلخها بومبي عن يهودا، و أضاف عليها أراضي واسعة في شرق الأردن، فقد استمر هيرودوس في مطاردة الحشمونيين و تصفيتهم. فأعدم زوجته مريم الحشمونية، و أمها ألكسندرا، التي كانت على اتصال مع كليوباترا، و لاحقا أعدم ابنين له من مريم. و قضى على عائلة بابا القريبة من الحشمونيين، و على غيرها من الأدوميين المعارضين. و ظل هيرودوس حتى آخر أيام حياته لا يتهاون في أمر أية معارضة لسلطته المطلقة، و لا يتساهل في تكريس نفسه حاكما وحيدا في يهودا، و حليفا لا منافس له في العلاقة مع روما.

و بالاستناد إلى نفوذه الكبير في روما، الذي قام على شبكة علاقات شخصية واسعة، فضلا عن «الصك» الرسمي بتعيينه ملكا من قبل السينات (مجلس الشيوخ)، جمع هيرودوس في يديه صلاحيات واسعة جدا في يهودا الموسعة. فقد كان قائد الجيش و رئيس الإدارة المدنية، و المرجعية القانونية و القضائية، و في يده مقاليد المال و الضرائب. و بالتدريج ألغى هيرودوس المؤسسات المشاركة في السلطة من أيام الحشمونيين، و تحديدا «السنهدريا»، التي حلت محل «الجيروشيا» (مجلس الأعيان).

نام کتاب : الموجز فى تاريخ فلسطين السياسى نویسنده : شوفاني، الياس    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست