responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الموجز فى تاريخ فلسطين السياسى نویسنده : شوفاني، الياس    جلد : 1  صفحه : 117

الأراضي و التجار الكبار و الكهنة. و كان كلما أوغل اليونان في هذا النمط من الإنتاج، ازدادت الهوة بين طبقات المجتمع عمقا و اتساعا. و كان لا بدّ من أن ينعكس ذلك صراعا اجتماعيا. و علاوة على ذلك، لم يكن هذا الازدهار موزّعا بصورة متكافئة جغرافيا. فالولايات في آسيا الغربية تقدمت على حساب بلاد اليونان الأصلية، التي كانت في واقع الحال فقيرة بمواردها الطبيعية، و زادها فقرا نزوح الأعداد الكبيرة من سكانها إلى المدن الهلينية في الشرق. و في الشرق أيضا، تصرف اليونان كطبقة حاكمة مستغلة، بعد أن تخلوا عن الرسالة التي انتشروا تحت لوائها الذي حمله الإسكندر.

و قد تضافرت هذه العوامل مع الصراعات الداخلية على السلطة، لتؤدي إلى انهيار النظام السياسي الذي أقامه اليونان، مع استمرار أثره الحضاري و الثقافي في العصور اللاحقة.

أ) ثورة الحشمونيين‌

يروي التلمود أن الإسكندر في طريقه إلى مصر، استقبل في أنتيباترس (رأس العين)، وفدا من شيوخ اليهود في أورشليم، و أعطاهم امتيازات على حساب السمرة.

و كان هؤلاء بعد أن استسلموا للقائد الذي أرسله الإسكندر، أندروماكوس، اغتالوه، فعاقبهم و أقام حامية مقدونية في السامرة. و الظاهر أن بارمينون قائد جيش الإسكندر الرئيسي و الذي أرسل لاحتلال سورية، مرّ عبر دمشق، و تابع مسيرته جنوبا بموازاة نهر الأردن شرقا. و من أريحا أرسل كتيبة صغيرة لاحتلال أورشليم. و تفيد معلومات من مصادر يهودية، أن يهودا كثيرين انضموا إلى جيش الإسكندر، إذ رأوا فيه مرة أخرى، مخلصا.

في العصر الهليني، كانت مقاطعة يهود (يوديا) وحدة إدارية صغيرة، كما كانت في آخر أيام الفرس، ذات خاصية إثنية (إثنوس). و كان على رأسها الكاهن الأكبر، الذي جمع بين سلطتين- دينية و زمنية. و إذ أشرف على إدارة شؤون طائفته دينيا و قضائيا، فقد اعتبر رئيسا لها إزاء السلطات. و بذلك كان المرجعية الدينية و المدنية لليهود، كما كان مسؤولا عن جباية الضرائب منهم لخزينة الملك. و علاوة على ذلك، كان عليه أن يدفع مبلغا سنويا للملك لقاء تعيينه في منصبه. و إلى جانب الكاهن الأكبر كان هناك مجلس من الأعيان (جيروشيا)، يترأسه الكاهن الأكبر، و يتولى الرقابة العليا على الهيكل و أمن المدينة و تزويدها بالماء.

و يستفاد من المصادر أن هذه المقاطعة نعمت بالاستقرار و الازدهار في بداية حكم البطالسة، و لم تتأثر كثيرا بالصراع الدائر بينهم و بين السلوقيين، نظرا إلى بعدها

نام کتاب : الموجز فى تاريخ فلسطين السياسى نویسنده : شوفاني، الياس    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست