6- كان شديد الرهبة، تهابه الرعية، لكنه لم يكن حقودا؛
7- كان متزنا في أحكامه و تقييمه بين الناس، و لا يسمح لهم بالفضول،
أي تقديم معلومات إلى السلطة لا تتسم بالدّقة بل ربما تتضمن الشّغب أو الدّس
لأغراض شخصية.
هذه الخصال الأخلاقية أو الحكم الفارسية تنسب إلى سابور و سواه من
ملوك فارس. و قد وردت في مصادر يصعب حصرها و عدّها، أقدمها
عيون الأخبار لابن قتيبة (276 ه)، و العقد الفريد لابن عبد ربه (346 ه)، و مروج الذهب للمسعودي (أتم تأليفه سنة 332 ه و توفي سنة 346 ه)، إضافة إلى عشرات
من كتب التراث العربي- الإسلامي. و أثناء هذا النقل حدث اختلاف و حذف و تصرّف في
الكلمات و الذخائر الحكمية. و هو- أي- القفطي- رأى في هذه الحكم" ثروة"
على إيجازها و قلّة كلماتها، تجسّد أسّ السياسة و فلسفة السلطة، فآثر أن يقدّمها
إلى ملك بلاده، لأنه الأجدر بمطالعتها و الأخذ بها و جعلها فلسفة و دربا للراعي في
حكم الرعية.
و لما كان (الملك العزيز) مشغولا بمسؤولياته الخطيرة، قرّر شرحها و
صياغتها صياغة أدبية، غير أنه احتار في تحديد الأسلوب الذي يقدّم فيه هذه الحكم
الفارسية فاختار أسلوب الأسمار لا الحديث على لسان الحيوانات كما يفعل سواه.
و الأسمار جمع سمر، و هي مجموعة حكايات و أساطير و طرائف و وقائع
دوّنها العرب بدءا من القرن الثاني للهجرة/ الثامن للميلاد، و كانت لهم مجالس سمر
على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية و الفكرية؛ فيأتي في المقدّمة الخليفة، ثمّ ولي
عهده،