(1) ارتبطت الأمة الفارسية بالأمة العربية بأوثق الروابط و أقوى
الصلات ...
فقد تجاوز الفرس و العرب منذ عصور سحيقة، تبادلوا خلالها المنافع و
قامت بينهم الحروب و العلاقات السياسية و كذلك المنافسة، فحصل تأثير متبادل
بينهما.
و يرى د. فؤاد الصيّاد[1] أنّ
العلاقات بين الفرس و العرب تمتد إلى أبعد من التاريخ المدوّن، أي إلى فترة
الأساطير.
كان العرب أسبق الأمم اتصالا بالفرس، فهم أول من تحدّث عنهم الفردوسي
في الشاهنامه، و هم آخر الوجوه التي تقع
عليها العين في ختام تلك الملحمة الكبرى.
و اللغة الفارسية التي احتكّ بها العرب في أول أمرهم كانت لغة العلم
و الحضارة في العصر الساساني الذي دام أربعة قرون و شمل" إمبراطورية"
مترامية الأرجاء، كانت تمتد من العراق حتى حدود
[1] (*) انظر بحثه القيّم« دور الفرس في بناء الحضارة
الإسلامية» ضمن كتاب دراسات في الحضارة الإسلامية: التقاء الثقافتين العربية و
الفارسية لنخبة من الأساتذة، دار الثقافة، القاهرة، 1979 م، ص ص 67- 89. و قد
أفدنا منه كثيرا خاصة، و من الكتاب عامة.