المبحث الخامس : في أنّ الرّتبة معتبرة أم لا؟
ذهب جماعة من الأصوليّين إلى اعتبار الرتبة في الأمر ، فيجب أن يكون الامر أعلى رتبة من المأمور حتّى يسمّى الطّلب أمرا.
وبه قال السيد المرتضى [١] وجمهور المعتزلة.
وذهب آخرون إلى نفيه ، وهو الحقّ ، وإنّما المعتبر هو الاستعلاء ، وبه قال أبو الحسين البصري [٢].
وقالت الأشاعرة : لا يعتبر العلوّ ، ولا الاستعلاء.
لنا على عدم اعتبار العلوّ : قوله تعالى حكاية عن فرعون إنّه قال لقومه : (فَما ذا تَأْمُرُونَ)[٣] مع أنّه كان أعلى رتبة منهم.
وقال عمرو بن العاص لمعاوية :
أمرتك أمرا حازما فعصيتني
وكان من التوفيق قتل ابن هاشم [٤]
وقال دريد بن الصّمّة لنظرائه ، ولمن هم فوقه :
أمرتهم أمري بمنعرج اللوى
فلم يستبينوا الرشد إلّا ضحى الغد [٥]
[١] الذريعة إلى أصول الشريعة : ١ / ٣٥.
[٢] انظر المعتمد في أصول الفقه : ١ / ٤٣.
[٣] الشعراء : ٣٥.
[٤] انظر وقعة صفّين ص ٢٤٣ ؛ وشرح النهج لابن أبي الحديد : ٨ / ٣١ ؛ والغدير : ٢ / ١٧١.
[٥] لاحظ الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني : ١٠ / ٣ وشرح النهج لابن أبي الحديد : ٢ / ٢٠٥ ؛ وبحار ـ