نام کتاب : نهاية الوصول إلى علم الأصول نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 276
المبحث السادس : في محلّه
قد عرفت أنّ الحقيقة والمجاز من عوارض الألفاظ ، وعرفت أيضا في
غير هذه الصناعة أنّ بسائط الألفاظ ثلاثة : اسم ، وفعل ، وحرف.
فالحرف لا يدخله المجاز بالذّات ، لعدم استقلاله بالمفهوميّة ،
وإنّما يفيد مع انضمامه إلى غيره ، فإن ضمّ إلى ما ينبغي ضمّه إليه ، فلا مجاز ،
وإن ضمّ إلى ما لا ينبغي ضمّه إليه ، كان مجازا في التركيب ، لا في المفرد. [١]
وفيه نظر ، فإنّا لو استعملنا «من» في الانتهاء ، كان مجازا في
المفرد.
وأمّا الفعل ، فهو دالّ على ثبوت شيء لموضوع غير معيّن في زمان
معيّن ، فهو مركّب من المصدر والزّمان والنّسبة ، فما لم يدخل المجاز في المصدر ،
استحال دخوله في الفعل الّذي لا يفيد إلّا ثبوت ذلك المصدر لشيء ما. [٢]
وفيه نظر ، فإنّ مجازيّة المركّب لا ينحصر في فرد بعينه ، فجاز
كون الفعل مجازا باعتبار صيغته ، بأن يدلّ وضعا على زمان ماض [٣] ويستعمل في المستقبل مجازا ، وليس في المشتقّ
منه.