نام کتاب : نهاية الوصول إلى علم الأصول نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 199
لأنّا نقول : هذا بعينه إعادة الدعوى ، بل «الضّارب» من حصل له
الضرب ، وهو أعمّ من حصوله في الحال ، فالضّارب أعمّ من الضارب في الحال.
الخامس : إنّما يستعملان في التناقض عند توافق المخاطبين على
إرادة زمان معيّن إمّا حاضرا أو غيره ، أمّا مطلقا فلا.
السّادس : يعارض بأنّه يصدق في الحال «أنّه ضارب أمس» فيصدق
عليه أنّه ضارب ، لأنّه جزء من قولنا : «ضارب أمس» وصدق المركّب يستلزم صدق أجزائه
، وإذا صدق «أنّه ضارب» كذب عليه «أنّه ليس بضارب» لما ذكرتموه من التّناقض بينهما.
[١]
وفيه نظر ، فإنّ لمانع أن يمنع من صدق ضارب عليه حقيقة ، ولهذا
افتقر إلى التقييد بقولنا «في الأمس» ولصحة سلبه في كلّ ان.
المبحث الخامس : في أنّه هل يجب الاشتقاق مع القيام بالمحلّ
اختلفوا في أنّ المعنى القائم بالشيء ، هل يجب أن يشتقّ له منه
اسم أم لا؟
فأوجبه الأشاعرة ، خلافا للمعتزلة.
ومبني الخلاف ، قول المعتزلة : إنّ الكلام عبارة عن الحروف
والأصوات وهي حادثة في الأجسام ، وكذا كلام الله تعالى.
فقالت الأشاعرة : لو كان كذلك لوجب أن يشتقّ [٢] لتلك الأجسام اسم المتكلّم ، لقيام المعنى الّذي
منه الاشتقاق بها ، والحقّ خلافه.