اعلم أنّ الأمور الشرعيّة ترجع إلى الكتاب والسنّة ، وهما
عربيّان ، فيجب البحث عن النّحو المتعلّق بهما ، والتّصريف واللغة ، حيث إنّهما
واردان بلغة العرب ، لما ستعرف من أنّ ما لا يتمّ الواجب إلّا به فهو واجب.
ولا طريق للعقل المحض إلى معرفة هذه الأشياء ، لتعلّقها بالنّقل
، فإذا طريق المعرفة إمّا النقل ، أو المركّب من العقل والنقل.
أمّا النقل ، فمنه متواتر ، وهو ما يعلم وضعه بنقل مفيد للعلم ،
كالسماء والأرض ، ورفع الفاعل ، ونصب المفعول ، وإمّا آحاد ، وهو كثير.
وأمّا المركّب ، فهو كما إذا استفدنا بالنّقل جواز الاستثناء من
الجمع ، وأنّ الاستثناء إخراج ما لولاه لدخل ، فيعلم بالعقل بواسطة النّقلين أنّ
الجمع للاستغراق.
وقد اعترض [٢] بامتناع
التواتر ، فإنّ الألفاظ الظاهرة المتداولة المشهورة بين الناس ، اختلف الناس فيها
اختلافا يمتنع معه القطع ، فكيف الألفاظ الخفيّة.