كما
ورد الخبر المتواتر في قصّة تبليغ آيات البراءة أنّ الرسول صلى الله عليه و آله
بعث أبا بكر ببراءة ليبلّغها أهل مكة، وأنّه لا يحجّ بعد العام مشرك، ولا يطوف
بالبيت عريان، ولا يدخل الجنّة إلّا نفس مسلمة، ومن كان بينه وبين رسول اللَّه مدّة
فأجله إلى مدّته، واللَّه بريء من المشركين ورسوله، فسار بها أبو بكر ثلاثاً، ثم
قال رسول اللَّه لعليّ: إلحقه فردّ عليَّ أبا بكر وبلّغها أنت
ففعل، فلمّا قدم أبوبكر على النبيّ بكى أبو بكر وقال: يا رسول اللَّه حدث فيَّ
شيء؟ قال:
«ما
حدث فيك إلا خير، و لكني أمرت أن لا يبلغه إلا أنا أو رجل مني»[3].
وقد
جاء أيضاً في الحديث المتواتر عن رسول اللَّه أنّه وضع
[1] - صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب فضائل عليّ، وصحيح
الترمذي: 4/ 293 الحديث رقم 3085 وغيرهما.
[2] - سنن ابن ماجة في كتاب المقدّمة، باب فضائل
الصحابة، والترمذي، كتاب المناقب، وفي الكنز، الحديث 2531، ص 153 ج 1 ط الأُولى،
ومسند أحمد ص 164، 165 ج 4.