أ- عنصر الكلمة

فاننا نجد امامنا وبأيدينا تراثا فكريا ضخما قد وصلنا عنهم عليهم السلام جميعا، وهذا التراث الثر- بالاضافة الى انه يعطينا افضل صورة للاسلام مستقاة من القرآن الكريم والرسول العظيم صلى الله عليه و آله و سلم باعتبار انهم عليهم السلام كانوا يصرحون في كثير من الاحيان بأن احاديثهم تنتهي اليه وان علومهم كلها مستقاة منه- بالاضافة الى ذلك فانه يشكل الجزء السلوكي الاكبر لهم عليهم السلام بل يشكل المنهج الذي التزموه في سلوكهم، باعتبار أن الكلام يعبر عن شخصية الانسان واهدافه ومناهجه.

ويتأكد هذا المعنى في الموارد التي يتحمل فيها المتكلم مسؤولية كل حرف من كلامه، بل يعتبر كلامه دستورا عاما وخطابا بعيد النظر يستوعب بنظره الأجيال الآتية جميعها معبرا عن الواقع التشريعي الذي يمثله.

وكلنا يعلم بان القيادة البعيدة النظر والتي تقوم على اساس التربية الطويلة، تعطي تعليماتها وتنفذ مخططاتها الواسعة على اساس عملي تارة وفكري تارة اخرى، والاساس العملي يشكل قدوة للاتباع واسوة حسنة لهم، بينما يشكل الثاني المنهج والدستور الذي يتمسك بنصوصه لرسم طريق، او حل معضلة، أو اقامة بناء، او رد هجوم فكري مضاد.

كما يتأكد هذا المعنى عندما نعلم بأنهم يعبرون جميعا عن مضمون واحد دائما.

ان الكلمة قد شكلت الاساس الاعجازي الاول، وبها خلد العطاء