الدور الاجتماعي على الصعيد الرسمي، أي الصادر من مقام رسمي عال في الدولة، وبينه على الصعيد الشعبي، اي الصادر من انسان آخر، فهم يهتمون بالاول ونقله ويهملون الثاني وان كان ذا اثر بالغ في تكوين شخصية الامة.

وقد يكون ذلك قصوراً منهم باعتبار فهمهم الذي لم يتطور آنذاك فيبلغ ما نفهمه من وظيفة المؤرخ اليوم.

على ان نمو المذهبية التاريخية او التعصب المذهبي لدى المؤرخين بعد ان لم يكن واضحا من قبل، له اثره الكبير في هذا التضييع وقد يثار السؤال: لماذا اذن لم يقم المؤرخون الموالون لاهل البيت بمهمة النقل الدقيق عن حياتهم عليهم السلام؟

والجواب واضح في ضوء ما قدمناه من الفهم العام للوظيفة التاريخية اولا، وان وظيفة المؤرخ نفسها لم يكن ليفضلها احد منهم على وظيفة الراوي ثانياً، وواضح الفرق بينهما، لان نظرة المؤرخ في الاصل تعرض الوقائع وجزئياتها وقرائنها وتتسلسل معها ولو بصورة اولية، هذا بالاضافة الى تأكيد من اعتنى بالجانب التاريخي منهم على نقل الكرامات الكثيرة التي كانت تصدر منهم عليهم السلام.

ولا ننكر مطلقا ان تصدر هذه الكرامات من اناس بلغوا هذه المرتبة العالية من السمو والقرب. لكن نقول إنها لا تملك خاصية الكشف بشكل واف عن الشخصية بكل جوانبها المتصلة بالمجتمع. ولا ننسى ان نشير الى الضغط العام الذي كان له تأثيره الشديد في فصلهم عليهم السلام عن الاضواء، ومحاولة عزل الامة عنهم، والتهوين من قدرهم، وتفضيل الآخرين عليهم، وبث الشبهات، الى غير ذلك.