«ولم يكن ولاة عثمان هؤلاء من ذوي السابقة في
الدين والجهاد في الاسلام، وانما كانوا متهمين في دينهم، بل كان فيهم من أمره في
الفسق ورقة الدين معروف مشهور: كان فيهم عبداللَّه بن سعد الذي بالغ في ايذاء
النبي والسخر منه، وبالغ في الهزء بالقرآن حتى نزل القرآن بكفره، والوليد بن عقبة
ممن أمرهم في الفسق معروف مشهور، وقد نزل فيه قرآن يعلن فسقه»[2].
اما
سعيد بن العاص الذي خلف الوليد فقد استقبله الكوفيون بالكراهة وعدم الرضا لأنه كان
شاباً مترفا لا يتحرج من الاثم ولا يتورع من الافك، روى ابن سعد أنه قال مرة في
رمضان- بعد أن ولى المصر-: من رأى منكم الهلال؟
فقال
له هاشم بن عتبة الصحابي العظيم: أنا رأيته.
فوجه
اليه لاذع القول واقساه قائلًا: بعينك العوراء رأيته؟! فالتاع هاشم واجابه:
تعيّرني بعيني وانما فقئت في سبيل اللَّه؟ وكانت عينه اصيبت يوم اليرموك.
وأصبح
هاشم في داره مفطراً عملًا بقول رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم:
«صوموا
لرؤيته وافطروا لرؤيته»
وفطر
الناس لإفطاره، وبلغ ذلك سعداً فأرسل إليه وضربه وحرق داره ...[3].
وهكذا
عبد اللَّه بن عامر بن كريز إذ ولي البصرة وهو ابن اربع أو خمس وعشرين سنة وقد سار
سيرة البذخ والترف ...
وقد
قام بعد مقتل عثمان بنهب ما في بيت مال المسلمين في البصرة وسار إلى