responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من حياة أهل البيت نویسنده : التسخيري، الشيخ محمد علي    جلد : 1  صفحه : 258

هذا السبيل، ومستفيداً من خاصية التكيف الفردية والاجتماعية دونما اخلال بموازين هذا التكييف.

ومن هنا قلنا ان المبادئ الوضعية تتجه للتغيير الصناعي ولا يمكنها أن تغير تغييراً تربويا لانها لا تتعامل مع الاهداف الفطرية للانسان، بل لم تستطع تشخيص هذه الاهداف ... في حين شخصت الاديان ذلك بدقة تنبع من علم لا محدود وراحت تغير الانسان مستفيدة من عملية التكيف الذاتي لتحقيق وصول الانسان إلى غايته التي تمثلت في (المجتمع العابد المسلم).

صعوبة العملية التربوية الاجتماعية:

ومما لا جدل فيه أن مثل هذه العملية لو اريد لها أن تغير الفرد لاحتاجت إلى طاقات كبيرة، فكيف بها وقد أريد لها أن تغير المجتمع وتنقي اعماقه وأغواره النفسية من كل الشوائب؟ انها تحتاج- في تصورنا- إلى قيادة مشبعة بكل تعاليم المبدأ المربي إشباعاً فكرياً وشعورياً، مسددة من كل خطأ ونقص لما لذلك من أثر هام بعيد المدى على‌ هذه العملية، كما تحتاج أيضاً إلى وسائل نظيفة جداً بها يتم النفوذ إلى العمق الاجتماعي ويوفر الجو الذي يكيف الاستعدادات الذاتية للمجتمع مع الاهداف، هذا بالاضافة إلى أن المبدأ المربي يجب أن يقوم على‌ مواصفات معينة ليس هنا مجال التعرض لها.

الامام والتغيير:

وتلك هي وظيفة النبي صلى الله عليه و آله و سلم والامام التربوية وتلك هي المعادلة الشاقة التي واجهها الامام امير المؤمنين عليه السلام حين تسلم قيادة العملية التربوية للامة المسلمة ... فلم يكن لعلي عليه السلام أن يكتفي بتغيير القيادة أو شكل الوضع .. فكل هذه اهداف بسيطة وكلها سبل لتحقيق التغيير التربوي المطلوب .. ولكن هل يمكن‌

نام کتاب : من حياة أهل البيت نویسنده : التسخيري، الشيخ محمد علي    جلد : 1  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست