responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من حياة أهل البيت نویسنده : التسخيري، الشيخ محمد علي    جلد : 1  صفحه : 251

واستطاع أن يحفظ الصلة بين الامة والرسالة عاطفياً وفكرياً بعد أن لم تكن هذه الصلة تنحفظ حتى‌ على‌ المستوى‌ العاطفي عن طريق معاوية وامثاله وهارون الرشيد واضرابه.

تعميق الاسلام في الامة يعيق الانحراف:

ورغم أن الامام عليه السلام كان يحس أنه أدرك المريض في أواخر أيامه، وانه لا يستطيع أن يصل بالركب إلى كل غاياته المنشودة، لما تقدم من عقبات أمامه ...

فإنه لم يكن مطلقاً من الصالح أن يترك الامر لتتلقفه أيدي اعداء هذه الأمة الذين حصروا مصالحهم في معاوية ...

ومن يدري ماذا كان سيفعل معاوية وقد سلمت إليه الأمور مطلقاً دون أن ينازعه منازع؟ وقد رأيناه يفعل في سبيل نوازعه كل الامور ويرتكب كل المحرمات، ومن ينسى لمعاوية ارهابه وقتله عشرات الالوف وهتكه للاعراض في سبيل غرضه الدني‌ء؟ إن من المتوقع له أن يقود سفينة الأمة نحو الهاوية تماماً ولعله يعيدها جاهلية رعناء كما أراد ذلك أبوه الذي ما زال يكيد للاسلام ..

ولذا فمن الطبيعي أن يستغل الامام عليه السلام الفرصة ليعمق في الامة وعي الاسلام، وليربي الفئة التي تشكل على‌ المدى‌ الطويل الرابط بين الاسلام والأمة، وليضع المنهج الذي يبقى في وعي الأمة منهجا اسلاميا حقا وتبقى تقارن بينه وبين منهج أي حاكم يأتي من بعده، فتعيدها هذه المقارنة إلى صحتها وتبرق في ضميرها بوارق العودة إلى الاسلام من جديد.

ومن هنا بالضبط نستطيع أن نقيم دور نهضة الإمام الحسين عليه السلام فنجعلها حلقة مكملة أخرى في سلسلة الحلقات العملية التي قدمها أهل البيت عليهم السلام في سبيل غرس وعي الأمة لوجودها وسد الطريق على‌ الانحراف الكامل على‌ الأقل.

نام کتاب : من حياة أهل البيت نویسنده : التسخيري، الشيخ محمد علي    جلد : 1  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست