ولم تنفع
مساومات هذه الطبقة مع الامام عليه السلام وتهديدها له في تركه، فقد رفض كل
مطاليبها وأعلن امام الملاء:
«فأما
هذا الفيء فليس لأحد على أحد فيه أثره، وقد فرغ اللَّه من قسمته، فهو مال اللَّه
وانتم عباد اللَّه المسلمون، وهذا كتاب اللَّه به اقررنا وله اسلمنا، وعهد نبينا
بين اظهرنا، فمن لم يرض به فليتول كيف شاء»[1]
.
وقد مشت طائفة من أصحابه إليه وهي مخدوعة بالموقف فقالت له:
«يا
أمير المؤمنين أعط هذه الأموال وفضل هؤلاء الأشراف من العرب وقريش على الموالي
والعجم ومن نخاف عيّه[2] من الناس
فراره إلى معاوية. فقال لهم أمير المؤمنين عليه السلام:
أتأمروني
أن أطلب النصر بالجور؟ لا واللَّه ما أفعل ما طلعت شمس ولاح في السماء نجم،
واللَّه لو كان مالهم لي لواسيت[3] بينهم،
وكيف وانما هو
وأخيراً
فان لنا ان نشير إلى دقته في مسألة التوزيع وحرصه الشديد على ايصال الحقوق إلى
اصحابها بشكل يدعو للاكبار، وقد ركز على مسألة التساوي في العطاء رافضاً أي
امتياز لأيأحد محتجاً بأن ذلك كان من سنة الرسول صلى الله عليه و آله و سلم.
عن
هلال الجحدري قال سمعت جدي حرة- أو حوة- قال: شهدت علي بن ابي طالب عليه السلام
أتي بمال عند المساء، فقال: اقسموا هذا المال، فقالوا: قد امسينا يا أمير المؤمنين
فأخره إلى غد، فقال لهم: تقبلون أن أعيش إلى غد؟ فقالوا: ماذا بأيدينا، قال فلا
تؤخّروه حتى تقسموه فاتي بشمع فقسّموا ذلك المال من تحت