responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من حياة أهل البيت نویسنده : التسخيري، الشيخ محمد علي    جلد : 1  صفحه : 164

واخيراً اعطى‌ المفهوم القرآني الكوني العام (انه لا يفلح الظالمون).

وهكذا في قصة مريم عليها السلام وهي المرأة العفيفة الطاهرة القديسة إذ يحدث عن ذلك الروح الذي تمثل لها بشرا سويا، ويدور ذلك الحوار المقدس بينها وبينه فيبشرها بغلام زكي رغم انها لم يمسها بشر.

وهكذا الى‌ ان وضعته‌ (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا* يا أُخْتَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَ ما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا* فَأَشارَتْ إِلَيْهِ قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا* قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا)[1] ففي اللحظة التي تنشد فيها كل المشاعر الى‌ هذا الطفل المعجزة وهو يتكلم، يعطى مفهوم عبودية اللَّه والنبوة لعيسى وتنفى عنه الصور التحريفية التي خلعت عليه.

وقد تكون القصة حاكية عن موقف عاطفي قوي يوجده النبي في قومه لتبقى ذكراه حافزة دائماً على‌ السير نحو المقصد الذي دعاهم إليه.

ومن ذلك مواقف ابراهيم عليه السلام مع قومه حينما طعنهم بأعز ما لديهم إذ كسر أصنامهم وعندما سألوه‌ (أَ أَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ* قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ).

ويمكن ان نعتبر قصة تنصيب طالوت الرجل الفقير ملكا وقائدا لبني اسرائيل في لحظة من لحظات تنبههم وشعورهم العاطفي العميق باحتياجهم للقائد الكفؤ المحنك .. نعتبرها أيضاً على‌ هذا الاساس .. إذ لعله لم يكن من الممكن في الحالات العادية لتلك الامة ان تتقبل هذا الامر .. ولكن لما تيقظ الايمان في نفوسهم ووعوا أن طريق الجهاد في سبيل اللَّه مفتوح امامهم وتقدموا الى‌ نبي لهم يطلبون‌


[1] - مريم 27- 30.

نام کتاب : من حياة أهل البيت نویسنده : التسخيري، الشيخ محمد علي    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست