حلبة
السباق، وكان يُلبس قرده أبا قيس قباء مشمّرا من الحرير الأحمر والأصفر، ويجعل على
رأسه قلنسوة بشقائق من الحرير ذات ألوان، وعلى الأتان سرج من الحرير الأحمر منقوش
ملمّع بألوان، فسبق يوماً على الخيل فتناول قصب السباق ودخل في الحجرة، فقال في
ذلك اليوم بعض شعراء الشام:
ومع
هذا لم يعدم من تَملّق له فنقل لعمر بن عبد العزيز قولًا عن يزيد ولقّبه بأمير
المؤمنين! فأنكر عليه عمر وقال له: أتقول له أمير المؤمنين؟! ثمّ أمر أن يضرب
عشرين سوطا! فضرب[2].
يزيد،
وبنو زياد:
إزداد
زياد من الأزواج والأولاد، فقد ذكروا له أكثر من أربعين: أكثر من عشرين بنتا
وعشرين إبناً[3] عبيدُ
اللّه على العراقين، وأخوه عبد الرحمان على خراسان، وأخوه عبّاد على سجستان في ثغر
البلاد. وقد عرفنا تولية عبيد اللّه البصرة لمّا وفد على معاوية، فاليوم وفد أخوه
سلم على يزيد بعد قتل الحسين (ع)، وهو ابن أربع وعشرين سنة، وكأنّ يزيد أحبّ أن
يلقي بأسهم بينهم فقال له: اوّليك عمل أخويك عبد الرحمان وعبّاد؟ فقال: ما أحبَّ
أمير المؤمنين! فولّاه خراسان وسجستان.
وكان
ابن زياد كأنّه عاد من الشام بعد الكوفة إلى البصرة، فَقَدِم عليه أخوه سلم بكتاب
يزيد إليه بنخبة ألفي رجل- إلى ستّة آلاف- لسلم، فكان سلم