فلمّا تفرّقوا عن المختار قال له أنصاره: أيّها الأمير! قد ذهب القوم، فانصرف إلى منزلك بالقصر.

فقال لهم: أما واللّه ما نزلت وأنا اريد أن أرجع إلى القصر، فأمّا إذا انصرفوا فاركبوا بنا على اسم اللّه! فركب وانسحب حتّى دخل دار الإمارة بالكوفة[1].

مصير عبيد اللّه بن عليّ (ع)

مرّ الخبر: أنّ المختار لمّا سمع بعزم مصعب على الخروج إليه، بادر بإرسال جمع من أنصاره مع أحمر بن شميط البجلي إلى مذار البصرة، وأنّ مصعبا لمّا خرج من البصرة إلى المذار في أراضي البصرة قدّم أمامه عبّاد بن الحصين الحبطي التميمي على مقدّمته‌[2] ثمّ لمّا كرّ توجّه إلى حروراء الكوفة لحرب المختار جعل هذا الحبطي التميمي على الخيل‌[3] ثمّ لم يذكر الخبر له أيّة مقدّمة لجيشه إلى حروراء الكوفة.

وفي خبر الراوندي عن الباقر (ع) أنّ عبيد اللّه بن عليّ (ع) لمّا لم يسلّم له المختار زمام اختياره بعد حصار ابن الحنفيّة ونفيه إلى جبال رضوى، غضب وذهب إلى مصعب بالبصرة (كذا) فلمّا خرج مصعب لقتال أهل الكوفة قال له عبيد اللّه: ولّني قتال أهل الكوفة! فكان على مقدّمة مصعب لمّا التقوا بحروراء (وليس بالمذار) فلمّا حجز الليل بينهم أصبحوا ووجدوه في فسطاطه مذبوحاً لا يدرى من قتله! كما قال له أبوه عليّ (ع): كأنّي بك وقد وجدت مذبوحا في خيمة[4].

[1] . تاريخ الطبري 100: 6- 101.

[2] . تاريخ الطبري 95: 6 عن أبي مخنف.

[3] . المصدر السابق 99: 6 عن أبي مخنف.

[4] . الخرائج والجرائح 183: 1.