ومحمّد بن الأشعث وشبث‌

كان زياد بن سميّة لمّا قتل حجر بن عدي الكندي هدم داره، وكان للأشعث الكندي قرية (يزن آباد)[1] إلى جنب القادسيّة وله بها قصر، فلمّا هزم محمّد بن الأشعث يوم جبّانة السّبيع خرج من الكوفة إلى قصر أبيه في القرية. وكان من أنصار المختار رجل يدعى حوشب البرسمي‌[2] فدعاه المختار وجعل له من أنصاره مائة رجل وقال له: انطلق إلى ابن الأشعث فستجده إمّا لاهياً متصيّداً أوقائماً متلبّداً! أوخائفاً متلدّداً! أوكامناً متغمّداً، فإن قدرت عليه فأتني برأسه!

فخرج حوشب بالمائة معه إلى قصر الأشعث فأحاطوا به وهم يرون أنّه فيه، وهوقد خرج منه إلى مصعب بالبصرة، فلمّا دخلوا القصر علموا أنّه قد فاتهم، فانصرفوا إلى المختار، فبعث من هدم الدار وحمل أنقاضها فبنى بها دار حجر بن عديّ الكندي‌[3].

فلمّا قدم على مصعب أكرمه وأدناه لشرفه، فأخذ يستحثّه على الخروج على المختار.

ولحق به شبث بن ربعي اليربوعي التميمي وقد شقّ قباءه وقطع طرف أذن بغلته وذيلها حتّى وقف على باب مصعب وهوينادي: يا غوثاه يا غوثاه!

فدخل بوّاب مصعب عليه وقال له: إنّ بالباب رجلًا مشقوق القباء من صفته كذا وكذا وينادي: يا غوثاه يا غوثاه! فقال مصعب: لم يكن ليفعل هذا غير شبث بن ربعي فأدخلوه.

[1] . المصدر السابق 94: 6 عن أبي مخنف.

[2] . وفي 94: 6: عبد اللّه بن قراد الخثعمي.

[3] . تاريخ الطبري 66: 6.