قال
اليعقوبي: ووجّه المختار برأس ابن زياد مع رجل من قومه إلى عليّ بن الحسين (ع)
وقال له: قف ببابه فإذا رأيت أبوابه قد فتحت ودخل الناس فذاك هو الوقت الذي يوضع
فيه طعامه فادخل إليه.
فجاء
الرسول إلى باب عليّ بن الحسين (ع) فلمّا فتحت أبوابه ودخل الناس للطعام نادى
الرجل بأعلى صوته: يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومهبط الملائكة ومنزل الوحي!
أنا رسول المختار بن أبي عبيد ومعي رأس عبيد اللّه بن زياد! فصرخت نسوة بني هاشم،
ودخل الرسول فأخرج الرأس، فلمّا رآه عليّ بن الحسين قال: أبعده اللّه إلى النار.
ولم يُر ضاحكاً منذ قتل أبوه الحسين حتّى ذلك اليوم.
وكانت
له إبل تحمل له الفاكهة من الشام، فأمر بتلك الفواكه أن تفرّق في أهل المدينة.
وما
اختضبت امرأة من بني هاشم منذ قتل الحسين ولا امتشطت حتّى ذلك اليوم[1].
وجاء
هذا في خبر الكشيّ عن جارود بن المنذر الزيدي عن الصادق (ع) قال: ما امتشطت فينا
هاشميّة ولا اختضبت حتّى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين (ع).
ثمّ
روى عن عمر بن عليّ بن الحسين (ع) أنّه لمّا أتي برأس ابن زياد وعمر بن سعد خرّ
ساجدا وقال: الحمد للّه الذي أدرك لي ثاري من أعدائي، وجزى اللّه المختار خيراً.