فما ترون في
هذا الرأي؟ قالوا: ما نرى إلا ما أشار به عليك. فقال: فرويداً حتّى نمسي.
فلما
أمسى اليوم الثالث من الحصار دعاهم فذكر اللّه بما هو أهله وصلّى على نبيّه ثمّ
قال:
أمّا
بعد، فقد علمت الذين صنعوا هذا من هم! وإنّما هم أراذلكم وسفهاؤكم وأخسّاؤكم
وطغامكم ما عدا الرجل أو الرجلين! وإن أشرافكم وأهل الفضل منكم لم يزالوا سامعين
مطيعين مناصحين، وأنا مبلّغ ذلك صاحبي! ومعلّمه طاعتكم وجهادكم وعدوّكم حتّى كان
اللّه الغالب على أمره.
وقد
كان من رأيكم وما أشرتم به عليّ ما قد علمتم، وقد رأيت أن أخرج الساعة ... وجزاكم
اللّه خيرا، وليأخذ كلّ امرئ منكم حيث أحبّ.
ثمّ
خلّى القصر وخرج من نحو درب الروميّين إلى دار أبي موسى الأشعري!
وبعده
فتح أصحابه باب القصر وطلبوا الأمان فآمنهم على أن يبايعوه فخرجوا وبايعوه، فدخل
المختار القصر ليلًا فبات فيه[1].
خطبة
المختار وبيعته وعطاؤه:
وأصبح
الناس في المسجد، وخرج المختار إليهم فصعد المنبر، فقال:
الحمد
للّه الذي وعد وليّه النصر وعدوّه الخسر، وجعله فيه إلى آخر الدهر، وعداً مفعولًا
وقضاءً مقضيّاً وقد خاب من افترى!
أيّها
الناس! إنّه رفعت لنا راية ومدّت لنا غاية، فقيل لنا في الراية: أن ارفعوها ولا
تضعوها، وفي الغاية: أن اجروا إليها ولا تعدوها. فسمعنا دعوة الداعي ومقالة