وما هذا
الجمع معك؟ وما تريد؟ وقد بلغني أنّك تمرّ كلّ عشية هاهنا! فما أنا بتاركك حتّى
آتي بك الأمير فيرى فيك رأيه! قال إبراهيم: لا أبا لغيرك خلّ سبيلنا! قال: كلّا
واللّه لا أفعل.
وكان
مع إياس رجل من همدان يقال له أبو قطن ومعه رمح طويل، فقال له ابن الأشتر: يا أبا
قطن ادن منّي، فدنا أبو قطن من إبراهيم، فتناول إبراهيم رمحه من يده وقال: إنّ
رمحك هذا لطويل! ثمّ حمل به على إياس فطعنه في ثغرة نحره فصرعه، وأمر رجلا من قومه
أن ينزل إليه فيحتزّ رأسه، فنزل إليه واحتزّ رأسه وحمله معه، وتفرّق أصحابه راجعين
إلى القصر! واخبروا بذلك ابن مطيع، وكان ابن مطيع قد بعث راشد بن إياس العجلي على
جند في الكناسة، فبعث إليه الليلة وجعله مكان أبيه على الشرطة! وبعث مكانه إلى
الكناسة سويد بن عبد الرحمن المنقري التميمي[1].
يالثارات
الحسين (ع):
وأقبل
إبراهيم بن الأشتر تلك الليلة[2] حتّى دخل
عليه (على المختار) وقال له: إنّا اتّعدنا للخروج الليلة القابلة ليلة الخميس، وقد
حدث أمر لا بدّ من الخروج الليلة! فقد عرض لي إياس بن مضارب في الطريق ليحبسني
فقتلته، وهذا رأسه مع أصحابي على الباب.
فقال
المختار: بشّرك اللّه بخير! فهذا أوّل الفتح إن شاء اللّه، فهو طير (تفؤّل) صالح[3]!
[2] . الخبر عن حميد بن زياد وفيه اضطراب، فقد مرّ أنّ
خروج ابن الأشتر هذا كان مساء الاثنين ليلة الثلاثاء، وهنا قال: ليلة الأربعاء
وهذا الثاني هو الأولى.