فنظر إليهما
ثمّ قال: عجباً للرحم! واللّه لَودّتْ لو أنّي قتلته أنّي قتلتها معه! دعوا
الغلام[1]! فإنّي
أراه لما به[2].
ثمّ
أمر ابن زياد أن ينصب رأس الحسين (ع) على رمح ويُدار به في الكوفة[3]!
في سككها كلّها وقبائلها.
روى
عن زيد بن أرقم قال: مرّ به عليّ وهوعلى رمح وأنا في غرفة (فوقانية)، فلمّا حاذاني
سمعته يقرأ: أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ كانُوا
مِنْ آياتِنا عَجَباً[4]
فقفّ شعري واللّه وناديته: رأسك واللّه- ياابن رسول اللّه- أعجب وأعجب[5]!
موقف
ابن عفيف
وأمر
ابن زياد فنادوا: الصلاة جامعة! فاجتمع الناس في المسجد الأعظم، فخرج ابن زياد
وصعد المنبر وقال:
الحمد
للّه الذي أظهر الحقّ وأهله ونصر أمير المؤمنين يزيد بن معاوية وحزبه، وقتل
الكذّاب ابن الكذّاب: الحسين بن عليّ و «شيعته»!
وكان
عبد اللّه بن عفيف الأزدي الغامدي من «شيعة عليّ كرّم اللّه وجهه»[6]،
وكان أعمى لا يكاد يفارق المسجد الأعظم يصلّي فيه إلى الليل، فلمّا سمع هذه
المقالة من ابن زياد وثب إليه وناداه: إنّ الكذّاب ابن الكذّاب أنت