إنّ
أولياءكم من إخوانكم و «شيعة آل نبيّكم» نظروا لأنفسهم فيما ابتلوا به من أمر ابن
بنت نبيّهم، الذي دعي فأجاب ودعا فلم يجب، وأراد الرجعة فحُبس، وسأل الأمان فمُنع،
وترك الناس فلم يتركوه، وعدوا عليه فقتلوه ثمّ سلبوه وجرّدوه ظلماً وعدواناً،
وغرّة باللّه وجهلًا. وبعين اللّه ما يعملون وإلى اللّه يرجعون
وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ[2].
فلما
نظروا إخوانكم وتدبّروا عواقب ما استقبلوا رأوا أن قد أخطؤوا بخذلان الزكيّ
الطيّب، وإسلامه وترك مواساته والنصر له خطأ كبيراً، ليس لهم منه مخرج ولا «توبة»
دون قتل قاتليه أوقتلهم، حتّى تفنى على ذلك أرواحهم، وقد جدّ إخوانكم فجدّوا،
وأعدّوا واستعدّوا.
وقد
ضربنا لإخواننا أجلًا يوافوننا إليه، وموطناً يلقوننا فيه:
فأمّا
الأجل فغرّة شهر ربيع الآخر سنة خمس وستّين، وأمّا الموطن الذي تلقوننا فيه:
فالنخيلة.
أنتم
الذين لم تزالوا لنا «شيعة» وإخواناً، ألا وقد رأينا أن ندعوكم إلى هذا الأمر الذي
أراد اللّه به إخوانكم فيما يزعمون، ويظهرون لنا أنّهم «يتوبون» وإنّكم جدراء
بتطلاب الفضل والتماس الأجر، و «التوبة» إلى ربّكم من الذنب، ولوكان في ذلك حزّ
الرقاب وقتل الأولاد واستيفاء الأموال وهلاك العشائر.
ما
ضرّ «أهل عذراء» (حِجْراً وأصحابه) الذين قُتلوا أن يكونوا اليوم أحياء عند ربّهم
يرزقون، شهداء قد لقوا اللّه صابرين محتسبين، فأثابهم ثواب الصابرين.