وروى
كبار أهل السنّة كالطبري وابن كثير عن الخليفة عمر بن الخطاب، قوله لحذيفة: «أنشدك
اللّه أمنهم أنا؟ قال لا، ولا أؤمن منها أحداً بعدك»[2].
وأنّه لم يكن يصلّي على أحد مات، إلّا بعد شهادة حذيفة بعدم كونه من المنافقين؟!![3].
وأمّا
الكذب على النبي (ص) فقد ورد في مصادر أهل السنّة أيضاً كما قال ابن حزم الذي نقل
عنه ابن تيميّة في منهاج السنّة كثيراً: فقد كُذب عليه وقال (ص): «من كذب عليّ
متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النار»[4].
إذن
تفسير هذه الآية على عدالة جميع الصحابة يتقاطع مع ما ذكرناه من الأحاديث الصحيحة
النافية لعدالتهم؛ وعليه فكلام ابن تيمية لا يمكن أن يستقيم مع ما قررناه.
[1] - صحيح البخاري: ج 1 ص 17، كتاب الإيمان، باب خوف
المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر، وشرح مسلم للنووي: ج 1 ص 149.
[2] - ابن كثير الدمشقي، تفسير ابن كثير: ج 2 ص 399،
وجامع البيان للطبري: ج 11 ص 16.
[3] - ابن كثير الدمشقي، تفسير ابن كثير: ج 2 ص 399،
وجامع البيان للطبري: ج 11 ص 16.