ما اتهمنا به من افتراءات لا نصيب لها من الصحة، وكذلك نبين وجهة النظر الشيعية في هذه المسألة ونبين كذلك أيضاً نقاط الاشتراك والأسس التي تجمع الطائفتين كأمة مسلمة واحدة.

كلمة قبل ولوج البحث‌

هناك من يتهم الشيعة بأنهم يكّفرون جميع الصحابة الا ثلة قليلة جداً، وهذا ادعاء لابد أن نزيله من أذهان قائليه أولًا، ونثبث الحقيقة من خلال الدليل ليسفر الحق أمام من يطلبه ثانياً، وهذا ما سيثبته البحث إن شاء الله تعالى، ولكن قبل ذلك نقول:

إن آيات الذكر الحكيم طافحة بالمدح للصحابة الأجلاء ممن أخلصوا لله وللرسول (ص) والأحاديث التي لاتقل شأناً عن تلك الآيات المباركات، فكيف والحال هذه أن تَقصُر الشيعة كلامهم على نفر قليل من الثناء عليهم، وكيف نصوّر نجاح الرسول الخاتم في دعوته التي انتشرت في شرق الأرض وغربها؛ فكيف يجوز لمسلم أن يدّعي أنه لم يثبت على الإسلام بعد مرور ثلاثة وعشرون عاماً من الدعوة إلا ثلاثة أو سبعة عشر نفر.

نعتقد إن هذا الإعاء عار عن الصحة تماماً، وهو من مختلقات أعداء الشيعة، وغرضهم هو إثارة المسلمين ضد أبناء هذا المذهب؛ لتمزيق الوحدة الإسلامية، وفصم عرى الإخوّة بين الفريقين.