responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي نویسنده : الجواهري، الشيخ حسن    جلد : 1  صفحه : 454

وذلك سنة (1853 م) لما اقتحم الاسطول الأمريكي خليج «أوراجا»، وبدأ يفاوض الحاكم العسكري الذي كان يتولى السلطة بدلًا عن الامبراطور حول عقد معاهدات. فقد بدا لليابان بوضوح أنّها بداية غزو اقتصادي يجرّ إلى دمار البلاد واستعمارها، وآمن المفكرون فيها أنّ السبيل الوحيد لإنقاذ اليابان هو تصنيعها، وجعلها تسير في طريق الإنتاج الرأسمالي الذي سارت فيه اوربا من قبلها، واستطاعوا أن يستخدموا سادة الإقطاع أنفسهم في تحقيق هذه الفكرة، فقام الإقطاعيون بإقصاء الحاكم العسكري عن السلطة، وإعادتها إلى الإمبراطور سنة (1868 م)، وجنَّدت السلطة الامبراطورية كل إمكاناتها لإيجاد ثورة صناعية في البلاد ترتفع بها إلى مصاف الدول الرأسمالية الكبرى، وبذلت الطبقة الارستقراطية من رجال الإقطاع خدماتها للسلطة الحاكمة عن ولاء ورضى، ومكنّتها من التعجيل بتحويل البلاد إلى بلاد صناعية، ونمت بسرعة خلال ذلك طبقة من التجار والصنّاع الذين كانوا يوضعون سابقاً في أسفل درجات السلّم الإجتماعي، فأخذوا يستخدمون- في هدوء- ما اتيح لهم من مالٍ وقوّة ونفوذ، في تحطيم النظام الإقطاعي تحطيماً سليماً، حتى نزلَ أشراف الإقطاع سنة (1871 م) عن امتيازاتهم القديمة، وعوضتهم الحكومة عن أراضيهم بسندات أصدرتها لذلك وتمَّ كل شي‌ء بسلام ووجدت اليابان الصناعية وأخذت مركزها في التاريخ»[1].

أقول: ألا يوجد في المجتمع الإسلامي بكل طوائفه من هم بهذه الصفة من التعقل والنضج بحيث يوضحّون للُامّة- المغلوبة على أمرها بواسطة الاستعمار وأتباعه وأذنابه- أنَّ التقدم والرقي والنهضة والوقوف على الأقدام من دون‌


[1] - اقتصادنا للشهيد محمد باقر الصدر: 1/ 184- 185.

نام کتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي نویسنده : الجواهري، الشيخ حسن    جلد : 1  صفحه : 454
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست