2-
إنَّ العلّامة الحلّي أيضاً قد انتخب من الأحاديث ما هو صحيح حسب اجتهاده ودوّنه
بكتاب أسماه: «النهج الوضاح في الأحاديث الصحاح»[2].
3-
إنَّ الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني المتوفى سنة (1011 ه) انتخب جملة من الروايات
ودوّنها في كتاب أسماه: «منتقى الجمان من الأحاديث الصحاح والحسان»[3].
وهذه الكتب رغم تصريح أصحابها بأنّها روايات صحيحة كلّها أو حسنة، إلّاأنّها لم
تتداول في الحوزات العلمية، وأنَّ علماء الطائفة لم يعتدّوا بها، وإنَّما اعتبروا
عملها اجتهاداً شخصياً رغم اشتهار المؤلفين عند الطائفة واشتهار كتبهم- غير هذه
الكتب- مثل كتاب معالم الاصول (للشيخ حسن ابن الشهيد الثاني)، وهو أوّل كتاب دراسي
يدرسه طلاب اصول الفقه في الحوزات الشيعية الإمامية، وقد عُرِفَ مؤلفه (بصاحب
المعالم). ولكنَّ الكتب التي ألَّفوها في الأحاديث الصحيحة والحسنة قد لا يعرفها
أكثر علماء الطائفة، والسرّ في ذلك هو أنَّ شهادتهم بتوثيق رجال السند للروايات أو
مدحهم بحدٍّ لم يصل الى التوثيق، كان بسبب اجتهادهم لا بسبب الحسّ الذي هو
المقبول عند الشهادة بالوثاقة، فكم هناك مِن فرق بين أنْ يشهد إنسان بوثاقة آخر
حدساً أو يشهد بوثاقته حسّاً لأنَّه عاشره وزامنه أو كان قريباً من زمانه بحيث
يشهد بوثاقته حساً عمن زامنه وعاشره، فالشهادة الاولى غير معتبرة، والشهادة
الثانية الحسيّة أو القريبة منها هي المعتبرة. ولذلك ترى فقهاء الطائفة الإمامية
لا يقيمون وزناً لتوثيقات العلّامة الحلي من كتابه (الخلاصة) لأنَّه يشهد
بتوثيقات