responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي نویسنده : الجواهري، الشيخ حسن    جلد : 1  صفحه : 392

بالنزول، وأما من يدّعي أنَّ هذه وأمثالها مما زعمه عبداللَّه بن سبأ بأنَّها نازلة في هؤلاء الخمسة عليهم السلام فهذا جاهل، وعلى الباحثين أن لا يلتفتوا إلى هرائه.

ثم إنّ معنى إرادة إذهاب الرجس لا يمكن أن تكون إرادة تشريعية كإرادة الصلاة من العباد، إذ أنَّ هذه الإرادة التشريعية في إذهاب الرجس من العباد مراده لكل الناس، فلا وجه لتخصيص الآية بأهل البيت عليهم السلام. وإذا قلنا: إنّ هذه الإرادة تكوينية فمعناه أنَّ اللَّه تعالى قد ألجأ أهل البيت عليهم السلام على عدم صدور الذنب منهم ويلزم هذا ألّا يكون لهم فضل في ذلك.

إذن هذه الإرادة من نوع ثالث، بمعنى أنَّ اللَّه سبحانه وتعالى إذا وجد الاستعداد في المكلف لئلّا يصدر منه ذنب، ويفعل كل الواجبات باختياره، أمدّه تعالى بالقدرة عليها. وهكذا فقد علم اللَّه تعالى بوجود الاستعداد في الذوات المقدسة من أهل البيت عليهم السلام الصادر عن اختيار منهم، فأخبر عنهم بأن اللَّه يريد إذهاب الرجس عنهم لوجود الاستعداد منهم على فعل الواجبات وعدم صدور الذنب منهم- مع قدرتهم على صدور الذنب وعدم فعل الواجب- وبهذا يكون لهم الفضل في أعمالهم هذه التي تصدر عن اختيار منهم‌[1].

4- حديث الثقلين: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله:

إنّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً الثقلان، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب اللَّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما[2].

ومضمون الحديث متواتر بين الفريقين، وعندما جعل الرسول صلى الله عليه و آله العترة الطاهرة كالقرآن، وعِدلًا له، ولن يفترقا عنه، كان هذا دليلًا على عصمتهم من‌


[1] - يراجع للتوسع الاصول العامة للفقه المقارن، للسيد محمد تقي الحكيم/ 149 وما بعدها.

[2] - الترمذي، باب مناقب أهل البيت: 5/ 328 حديث 3876.

نام کتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي نویسنده : الجواهري، الشيخ حسن    جلد : 1  صفحه : 392
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست