إنَّ
الباحث والقاريء يجب أن يكون له صدر رحب يستقصي أكثر ما يمكن أن يستقصي من
الحقائق الثابتة المتفق عليها، ويعالجها بموضوعية في ما يجد ليصل الى أمر مطلوب
عقلًا وشرعاً ويتجنب ما لا موضوعية فيه، فيخرج من نطاق ما يعيشه ويرضاه ليعرف ما
يعيشه غيره ويرضاه ويقارن بينهما مقارنة صحيحة. فلعل الأطراف المتنازعة متفقة إذا
طرحت ما من شأنه أن يُطرح لعدم صحته، وقد يكون الطرفان على حقّ في إختيار ما
يختاره كل واحد منهما وبجنبه الحجة فيما بينه وبين اللَّه تعالى فيما يختار، كما
هو كذلك في أكثر المسائل الفقهية، وقد يترك الطرفان رأيهما أو عقيدتهما للإلتزام
بعقيدة ثالثة أو رأي ثالث أدّى إليه الشرع أو العقل، ولا يلزم من هذا شرككفر أو
ما شابه ذلك، بل على العكس يحصل به رضا اللَّه تعالى ورضا المسلمين المخلصين
الذين يهمّهم الإتّحاد ورفع راية الإسلام والتخلص من الجهل والعصبية المقيتة.
وقد
وردت الروايات في ذمّ التعصب، وهذا لسانها فانتبه أيّها المدّعي للإسلام إذا
قرأتها:
أ-
روى منصور بن حازم عن الإمام الصادق عليه السلام قال: