الإمام السجاد صلوات الله وسلامه عليه؛ فإذا كان نفس الحسين عليه الصلاة والسلام لم يمارِس في هذه الظروف حرباً جماعية واسعة، فكيف بابنه السجاد وظرفه كان أشد وأعقَد كما عرفتَ وستَعرِف؟!

أضف إليه ما إذا أخذتَ منزلة الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام بعين الاعتبار، من منظور الأمة والناس آنذاك قبل الطَّف، وقايسْتَ منزلته العظيمة بمنزلة الإمام السجاد سلام الله عليه الذي كان حديث السِّن، مريضاً موجوعاً؛ فإذا كان الحسين صلوات الله وسلامه عليه سيّد شباب أهل الجنّة وهو بذلك القدر العظيم في النفوس، لم ينصره لا أهل الحجاز ولا غيرهم، رغم أنه جاوَز الخمسين من عمره الشريف، فكيف بابنه السجاد (ع) والأُمَّة حديثة العهد بإمامته، في ظل حداثة سِنه؟!

بلا ريب، عندها سيكون خيار السيف في ظل حِراكٍ جَمْعيٍّ مسلَّحٍ واسع أصعب وأصعب، بل متعذراً وغير متاحٍ البَتَّة.

المانع الثّاني: (دخول مَلِك الرّوم للبلاد الإسلاميّة من الخارج):

إذاً الظّرف كان مختلفاً تماماً، فمرحلة الإمام زين العابدين (ع) وقعت فيها متغيّرات ساهمت في عكس الوقائع بشكل كبير تماماً، بحيث كانت الحرب لو وقعت ستتيح فرصة كبيرة لتدخّل الرّوم والطّمع في المسلمين، فالرّوم رغم ابتعاد الأمّة عن هذا المآل كانت- آنذاك- لديهم رغبة شديدة في القضاء على الإسلام وأتباعه واستحلال البلاد الإسلاميّة، فكيف بهم لو جُرَّت الأمّة لمثل هذه الأحوال؟

ففي الخبر: