responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوجيز في سلوكيات شيخ المدينة( على بن الحسين عليهم السلام) بين التناقض و الإستقامة نویسنده : السعيدي، السيد أمين    جلد : 1  صفحه : 227

بحيث كان الجمهور يندفع مباشرة لحرقته، وإدراك بشاعة الظّلم والطّغيان وشدّة القسوة الّتي صار فيها الحيوان أكرم على الإنسان مِن ابن نوعِه وابن خاتم الرّسل والأنبياء!

فهذه الأمارة الّتي كان يلحظها النّاس في جميع اللّحظات، وكان يلحظها يزيد وأتباعه بكل وضوح، هي الّتي كانت تدفع السّموم نحوه صلوات الله وسلامه عليه، وترتقب الغِيلة فيه لتفتك بروحه ووجوده وتصل به إلى مقام الشّهادة الّتي بَلغها وهو في أَوج سموِّه وتَناسقِ أفعاله وطهارة جَنْبِه، بالمستوى الّذي دفع بأهل زمانه من الجمهور والعلماء والسّلاطين لأن يقولوا فيه تلك المقالات العظيمة الّتي سبق أن استعرضنا بعضاً منها في أوائل الحديث، فأولئك قالوا ما قالوه عن قُربٍ وحسٍّ واقع لا يفارِقهم، ومقولة القريب ليست كمقولة البعيد الّذي لا يبصر تاريخ الماضي عليه إلا بما يُنْقَل إليه.

وظائف أخرى مارسها الإمام في هذه المرحلة:

ثمَّ إن الإمام علي بن الحسين (ع) ما كان سلوكه في هذه الفترة مستقلّاً على الدّعاء وما ذكرنا، وإنّما تجاوز ذلك وتعدّد إلى وظائف أخرى مهمّة؛ من قبيل توجيه السُّلطة وحماية الدّولة الإسلاميّة، تماماً كما فَعَلَ مع عبد الملك بن مروان حين أَرسلَ إلى الحَجّاج بن يوسف الثّقفي- وكان إذ ذاك على الحجاز- في أن يبعث له (ع) مقال مَلِك الرّوم وتهديده- الّذي سبق أن أشرنا إليه- حيث أرسل عبد الملك مقال ملك الرّوم للإمام سلام الله عليه طلباً للحل والخلاص من هذه المعضلة الّتي لم يستطع الرّأس الأوّل في السُّلطة أن يجابهها، فعجز عجزاً كاملًا عن حلّها؛ فكتب إليه الإمام (ع) بالحل الّذي كفَى الأمّة شرّ تلك المعضلة العظيمة.

جاء في كتب التّاريخ:

نام کتاب : الوجيز في سلوكيات شيخ المدينة( على بن الحسين عليهم السلام) بين التناقض و الإستقامة نویسنده : السعيدي، السيد أمين    جلد : 1  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست