responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوجيز في سلوكيات شيخ المدينة( على بن الحسين عليهم السلام) بين التناقض و الإستقامة نویسنده : السعيدي، السيد أمين    جلد : 1  صفحه : 129

خيار المعارَضة

أمّا اتّخاذ دور المعارِض من قِبَل الإمام (ع)؛ فقد كان من أبرز ما هو متحقّق في شخصه على طول الفترة بما يحمله من تناسقٍ وتوافقٍ تام مع هذه المرحلة، تماماً كما كان حاله طوال مسيرته ليزيد في الشّام ومواقفه الثّابتة بما قَدَّمَ فيها من احتجاجات على النّاس، وتبيين قرابته لرسول الله (ص)، والآيات الواردة فيهم.

ثمَّ إنَّ أجوبته الصّريحة الّتي كان يواجِه بها النّاس، ومواقفه الّتي يصوغها في كل مناسبةٍ تَحمل ما يُذَكِّر بمَصرع أبيه (ع)، كل ذلك دليل على استمراره في سلوك معارضته حتّى في فترة ما بعد كربلاء؛ فمثلًا: عندما دخل عليه المنهال بن عمرو فسأله:

(كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟

فقال: أصبحنا والله بمنزلة بني إسرائيل من آل فرعون؛ يذبّحون أبناءهم ويستحيون نساءهم، وأصبح خير البَرِيّة بعد رسول الله (ص) يُلعن على المنابر، وأصبح من يحبّنا منقوصاً حقّه بحبِّه إيّانا)![1]؛ فهذا الجواب وأمثاله الكثير إنّما يَحمل مؤشّراً بَيِّناً على سلوكه (ع) لهذا الطّريق في هذه الفترة أيضاً، بما يُبَيّن حقيقة استمراره وفق منهجه السّابق في الفترة السّابقة.

وكذا موقفه تجاه رأس ابن زياد عندما أرسله إليه المختار الثّقفي في عهد عبد الملك بن مروان الّذي حَكم بعد أبيه مروان بن الحَكَم من بعد معاوية بن يزيد بن معاوية من بعد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حَرْب، حيث‌


[1] - تفسير مجمع البيان، للطّبرسي رحمه الله: ج 6 ص 237.

نام کتاب : الوجيز في سلوكيات شيخ المدينة( على بن الحسين عليهم السلام) بين التناقض و الإستقامة نویسنده : السعيدي، السيد أمين    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست