139-
و فى رواية المروزي أنكر الإمام أحمد على من قال: لم يجبر و على من رد عليه بالجبر
فقد روى الخلال عن المروزي قال: قال رجل قدرى: إن اللّه لم يجبر العباد على
المعاصى. فرد عليه أحمد بن رجاء: إن اللّه جبر العباد. أراد بذلك إثبات القدر.
فوضع أحمد بن على كتابا يحتج فيه.
فأدخلته
على أبى عبد اللّه فأخبرته بالقصة فقال: و يضع كتابا. و أنكر أبو عبد اللّه عليهما
جميعا على ابن رجاء حين قال: جبر العباد و على القدرى الّذي قال: لم يجبر العباد.
و أنكر على أحمد بن على وضعه الكتاب و احتجاجه و أمر بهجرانه لوضعه الكتاب. و قال
لى: يجب على ابن رجاء أن يستغفر ربه لما قال: جبر العباد. فقلت لأبى عبد اللّه:
فما الجواب فى هذه المسألة قال: يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَ
يَهْدِي مَنْ يَشاءُ[2].
و
فى موضع آخر قال المروزي: فما كان بأسرع من أن قدم أحمد بن على من عكبرا و معه
(مشيخة) و كتاب من أهل عكبرا فأدخلت أحمد بن على على أبى عبد اللّه فقال له: يا أبا
عبد اللّه هو ذا الكتاب ادفعه إلى أبى بكر حتى يقطعه و أنا أقوم على منبر عكبرا و
أستغفر اللّه عز و جل فقال أبو عبد اللّه لى: ينبغى أن تقبلوا منه و ترجعوا له[3].
التعليق:
تقدم
الكلام عن القدرية بصنفيها، و تسميتهم بالقدرية يعود إلى زعمهم بأن العبد هو
الموجد لفعله. و إن كانوا ينكرون هذه التسمية و يتبرءون منها، و يدعون أن من أثبت
القدر هو الأولى بها على حد زعمهم.