و يظهر من
القرآن الكريم: أنّ الإنجيل كانت فيه: شريعة و منهاج و أحكام لو طبقت لتحقق العدل
و الخير و البركة، و شأنه في ذلك شأن نفسها، و لكنّهم حرفوه في العمل، فلم
يطبّقوه، كما حرّفوه عن مواضعه في القول:
و
في موضع آخر يتحدث القرآن عن انحراف اليهود و النصارى، و يقول في سياق ذلك:
وَ لَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ ما أُنْزِلَ
إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَ مِنْ تَحْتِ
أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ ساءَ ما
يَعْمَلُونَ[2].
و
يبدو أنّ الإنجيل انزل على المسيح عليه السّلام جملة كما انزل التوراة، و لكن
القرآن الكريم لا يصرح بذلك، و إنّما تذكره بعض الروايات المروية عن أهل البيت
عليهم السّلام[4]
[4] - البحار 14: 284، عن الصدوق في علل الشرائع، عن
يزيد بن سلام إنّه سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم سمّي الفرقان
فرقانا؟ قال:« لأنّه متفرق الآيات، و السور انزلت في غير الألواح و غير الصحف، و
التوراة و الإنجيل و الزبور انزلت كلها جملة في الألواح و الورق».