أشبه ذلك، و
هي مغيّبة لا تعرف إلّا بتعريف علّام الغيوب عزّ و جلّ[1].
2-
تشريع ملّة الإسلام و التسمية به، حيث كان إبراهيم هو الذي أسّس هذه الملّة بوحي
اللّه تعالى و إرادته، و هو الذي سمّاها بالإسلام، و سمّى أتباعها بالمسلمين، و
وصّى بها بنيه و ذريته، و طلب من ربه أن يجعلهم امّة مسلمة وَ
جاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ
فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ
الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَ فِي هذا ...[2]، و
أن يعرّفهم مناسكهم و عباداتهم، و طلب من اللّه- تعالى- أن تتوارث ذريته هذا
الصراط المستقيم حتى يبعث فيهم الرسول الذي يتلو عليهم آياته، و يزكّيهم، و
يعلّمهم الكتاب و الحكمة.
كما
أنّه عليه السّلام سمّى هذه الامّة من الناس بالمسلمين، و جعلهم ملّة تقتدي بها
الامم الآتية، و منها هذا النبي (محمّد) صلّى اللّه عليه و آله و امته و جماعته
الذين سمّاهم المسلمين من قبل و في عصره.
[1] - البحار 12: 70، عن الخصال و معاني الاخبار
للصدوق، و هل تنصيب إبراهيم للإمامة كان في بداية هذه المرحلة؟ كما هو مقتضى طبيعة
هذه الامور الهامة التي سوف نشير إليها، و كما قد يفهم من تسلسل ذكرها في القرآن
الكريم من سورة البقرة؛ إذ ذكرت أوّلا الإمامة، ثم جعل البيت و بناءه مثابة، ثمّ
تشريع الإسلام ملّة و وصيته لبنيه، كما سوف نذكر ذلك.
أو هذه الإمامة كانت بعد قصّة
الذبيح، كما تشير إلى ذلك بعض الروايات التي فسرت الكلمات بالأمر بالذبح لولده و
إنّه بعد هذا الابتلاء كان جعله إماما للناس، و قد أشرنا إلى ذلك في المرحلة الثالثة
برقم 7،( البحار 12: 56، عن الطوسى و القمي 59) و الأوّل هو الأظهر؛ لأنّه
المستفاد من القرآن، و ضعف الرواية إن لم نأوّلها.