responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القصص القرآنى نویسنده : الحكيم، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 170

... وَ لا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ‌[1].

فوجد نوح عليه السّلام و حزن و تسائل، فنادى ربّه من وجده قائلا: ربّ إنّ ابني من أهلي، و إنّ وعدك الحقّ، وعدتني بإنجاء أهلي و أنت أحكم الحاكمين، لا تجور في حكمك، و لا تجهل في قضائك، فما الذي جرى على ابني؟ فأخذته العناية الإلهية، و حالت بينه و بين أن يصرّح بالسؤال في نجاة ابنه- و هو سؤال لما ليس له به علم- و أوحى اللّه اليه: يا نوح إنّه ليس من أهلك إنّه عمل غير صالح، فإياك أن تواجهني فيه بسؤال النجاة، فيكون سؤالا فيما ليس لك به علم إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين.

فانكشف الأمر لنوح عليه السّلام و التجأ إلى ربه- تعالى- قائلا: ... رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ...[2] أسألك أن تشملني بعنايتك، و تستر علي بمغفرتك، و تعطف علي برحمتك، و لو لا ذلك لكنت من الخاسرين‌[3].


[1] - هود: 37.

[2] - هود: 47.

[3] - يوجد هنا بحثان تناولهما المفسرون حول حادثة ابن نوح:

الأوّل: أنّ ابن نوح هل كان ولده حقيقة كما هو ظاهر الآية، أو إنّه ابن زوجته من رجل آخر، فهو ربيبه، كما تشير إلى ذلك بعض القراءات المروية( ابنها) و بعض الروايات، أو إنّه ابن فراشه، و إنّ زوجته قد خانته بذلك، كما وصفها القرآن الكريم بالخيانة في سورة التحريم.

و الصحيح: هو ما ذكرناه تمسكا بظاهر الآية الكريمة، و أصالة القرآن في مقابل الروايات.

الثاني: أنّ نوحا هل سأل ربه نجاة ولده في قوله: إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُ‌ مع أنّه كان كافرا، و قد دعا ربه أن لا يذر على الارض من الكافرين ديارا أو إنّه لم يكن يعرف كفر ولده؛ لأنّه كان منافقا، أو انّه ظنّ أنّ اللّه- تعالى- سوف يهديه في آخر لحظة بسبب الوعد الإلهي له بالنجاة. أو أنّ نوحا لم يسأل ربه ذلك، و إنّما سأل تفسير هذه الحادثة التي فوجئ بها؛ لأنّه كان يظن نجاة ولده بسبب الوعد الالهي؟! إلى غير ذلك من الاسئلة التي تثار حول هذا الموضوع و ترتبط بالعصمة الإلهية.

و قد تناول هذا الموضوع العلّامة الطباطبائي و غيره بالبحث. راجع الميزان 10: 232- 338.

نام کتاب : القصص القرآنى نویسنده : الحكيم، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست