responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القصص القرآنى نویسنده : الحكيم، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 108

وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ‌[1].

و على ضوء هذه الملاحظة يمكن أن نستنتج أنّ القصّة استهدفت أمرين:

الأوّل: أنّ القرآن الكريم كتاب منزل من اللّه سبحانه و تعالى، و أنّه ليس من صنع محمد صلّى اللّه عليه و آله، و هذا هو الهدف الرئيس من سرد القصّة في هذا المورد- كما يشير إلى ذلك الأمر الأوّل و الثاني- و هو في نفس الوقت من الأهداف المهمة التي يؤكدها القرآن الكريم في مناسبات كثيرة لما له من تأثير في سير الدعوة.

و بهذا يمكن أن نفسر ما أشرنا إليه في الأمر الثالث، لأنّ في الحديث عن تفاصيل جانبية من حياة الرسول دلالة قوية على ارتباط القرآن بعالم الغيب؛ إذ من المفروض أن لا يطّلع على هذه التفاصيل جميع الناس؛ لأنّها تعيش حياة الرسول حين كان فردا عاديا في المجتمع، على خلاف تفاصيل حياته بعد النبوة، فإنّها- بطبيعة الحال- تكون معروفة للناس لتسليط الأضواء على شخصيته من قبلهم.

الثاني: إيضاح أنّ عملية التغيير الاجتماعي قد تتم حتى في أبعد الظروف ملاءمة و احتمالا، و في ظل أشد ظروف الظلم و الاضطهاد و الطغيان، بحيث تبدأ عملية التغيير من نقطة هي في منتهى البعد و الضعف نسبة لهذه العملية، و ذلك نتيجة للإيمان الواعي باللّه، و ما يستلزمه ذلك من الإصرار و الصبر على تبني العقيدة و النضال من أجلها.

و لذلك نجد القصّة في هذا الموضع تؤكّد ملامح الاضطهاد الذي كان يعانيه المجتمع بشكل عام و الإسرائيليون بشكل خاص، كما تؤكّد الوضع القاسي الذي كان يعيشه شخص الرسول في كونه منذ البداية في معرض خطر الموت و الهلاك، ثم مطاردا من المجتمع بتهمة القتل العدواني، ثم مهاجرا و بعيدا عن المواقع الطبيعية


[1] - القصص: 4- 6.

نام کتاب : القصص القرآنى نویسنده : الحكيم، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست