responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر السياسي عند الشيعة و السنة نویسنده : مسجدجامعى، محمد؛ مترجم عباس الأسدي    جلد : 1  صفحه : 54

الإسلام وأصالته، فقد كان من الأيسر عليها أن تتفاهم مع ضغوط العصر الجديد وتتكيف لها، بيد أنّ الإسلام لم ولن يستطيع أن يحذو حذو الأديان الاخرى.

وقد وقع المحلِّلون المسلمون المتغرّبون أو الأجانب المراقبون لأحداث العالم الإسلامي في خطأ كبير حينما تصوروا أنّ مقاومة المسلمين في القرن الماضي لم تكن سوى تعصّب ديني أعمى ستقضي عليه الأيام، غافلين عن جوهر هذا الدين وذاته، ناسين بأنّ هذا الجوهر لا يمكن أن يتكيّف مع الضغوط ولا يتعلق الأمر بما يصفونه بالتعصّب الرجعي لأتباعه‌[1].

والذي جرّ الغرب والمسلمين المتغرّبين إلى هذا التصور الخاطئ هو المسير الإصلاحي الذي طوته المسيحية والأديان الاخرى، فقد اعتقدوا بأن الإسلام كدين سيحذو حذوها ويسلك مثل هذا المسير، وهو ما لم ولن يحصل أبداً، فالإسلام يختلف بطبيعته عن المسيحية، ولا يكلّف معتنقيه ما لا يتناسب مع هذه الطبيعة، فشرطه الإيمان بالدين كلّه مما لا يمكن تجزئته كما حصل في المسيحية، ولا يمكن للزمن ولا لإجماع المؤمنين به التدخل في تعريف مبادئه ورسم حدوده في كل مقطع زمني كما هو الحال في المسيحية. ولأهمية هذا الموضوع نتناوله فيما يلي بصورة مجملة.

الإسلام والمسيحية والمدنية الجديدة:

في علاقة الديانتين الإسلامية والمسيحية مع المدنية الجديدة لا تنحصر المسألة فقط في أنّ هذه المدنية قد نمت وتبلورت في مناطق انتشار المسيحية، فكان تكيّفها معها أكثر من تكيّف الإسلام معها، بل إنّ السرّ الرئيسي يكمن في قدرة المسيحية


[1] - انظر إلى الفصل الأخير من الكتاب الصغير في حجمه الدقيق في مضمونه"Muhamme danism " تأليف هاميلتون جب الذي بيّن قبل مدة طويلة بدقة وذكاء عدم إمكانية تراجع الإسلام في العصر الحاضر.

نام کتاب : الفكر السياسي عند الشيعة و السنة نویسنده : مسجدجامعى، محمد؛ مترجم عباس الأسدي    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست