ما هو جدير
بالتأمّل والملاحظة هنا هو أن أكبر عالم دين في بلد ولمذهب يعتقد بأنه المذهب
الوحيد الذي يتجسد فيه الإسلام الخالص والأصيل الذي يماثل إسلام السلف الصالح
البعيد عن الشوائب والخرافات والتزوير يفكر وفي هذا العصر بمثل هذه الطريقة، ويقوم
بنفسه بإخراج هذا الشيطان ثم يدعوه للإسلام فيعتنقه! والأهم من ذلك أن صحافة البلد
تتطرق إلى هذا الأمر دون أي تردد، وبلا أي وجل من استهزاء الآخرين وسخريتهم
لإيمانهم العميق به وبأفكاره.
نظرة
العرب القدماء إلى الكون:
لأهمية
الفهم الصحيح للخصائص الفكرية والذهنية لعرب الجاهلية في الإحاطة بهذا المبحث
وغيره من البحوث المطروحة، فإننا سننقل فقرة اخرى من كتاب أمين في وصف تلك
المرحلة:
«فالعربي
لم ينظر إلى العالم نظرة عامة شاملة كما فعل اليوناني مثلًا، لقد ألقى اليوناني
أول ما تفلسف نظرة عامة على العالم، فساءل نفسه: كيف برز هذا العالم إلى الوجود؟
إني أرى هذا العالم جم التغير كثير التقلب! أفَلَيس وراء هذه التغيرات أساس واحد
ثابت؟ وإذا كان فما هو، الماء أم الهواء أم النار؟ وأرى العالم كله كالشيء الواحد
يتصل بعضه ببعض وهو خاضع لقوانين ثابتة، فما هذا النظام؟ وكيف نشأ؟ وممَّ وجد؟